إلنور تشيفيك - صحيفة ديلي صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

قبل زيارة أردوغان للولايات المتحدة، ينبغي على ترامب تصحيح خطأ تزويد الجماعات المسلحة الكردية بالأسلحة؛ للمساعدة في إعادة بناء العلاقات مع تركيا

يبدو أن الأميركيين مصرون على مواصلة التعاون مع الميليشيات الكردية في شمال سوريا؛ بحجة أنهم قادرون على هزيمة متطرفي داعش بهؤلاء الأكراد. ويبدو أنهم يعتقدون أنهم سيجدون وسيلة لتهدئة المخاوف التركية.

المشكلة واضحة ولكن من الصعب حلها. حيث تعتبر تركيا المسلحين الأكراد السوريين، الذين تستغلهم الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم داعش، امتدادًا "لحزب العمال الكردستاني" الإرهابي- الذي يشن حربًا انفصالية على الأراضي التركية على مدى العقود الأربعة الماضية. وتقول تركيا إنها استردت أسلحة وألقت القبض على إرهابيين ينتمون إلى الجماعات الكردية السورية في عمليات مكافحة الإرهاب على حزب العمال الكردستاني. وتقول تركيا إنه تم القبض على مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردية السورية أثناء إطلاقها النار على قوات الأمن التركية. كما ذكرت تركيا أن الانتحاريين الذين قتلوا عشرات المدنيين في المدن التركية في أنقرة وإسطنبول تم تدريبهم وتسليحهم في كوباني المعقل الكردي السوري.

لكن يقول الأمريكيون إنهم لا يعتبرون المسلحين الأكراد السوريين إرهابيين أو امتدادًا لحزب العمال الكردستاني؛ وبالتالي سيتعاونون معهم ويستثمرونهم كقوة ضد داعش. لذلك، فإن إحباطنا وخوفنا نحن الأتراك، ليس فقط من تدريبهم على القتال، ولكن أيضًا من منحهم الأسلحة الثقيلة التي سيتم عاجلًا أم آجلًا نقلها إلى أيدي إرهابيي حزب العمال الكردستاني ضد تركيا.

وحقيقة أن الرئيس دونالد ترامب قد وَقَعَ على أمر بتزويد المسلحين الأكراد السوريين بالأسلحة أصبحت الآن رسمية، ومن المقرر أن تتماشى الإدارة الأمريكية الجديدة تمامًا مثل إدارة أوباما مع الإرهابيين لمجرد أنهم "إرهابيونا". وقد نتج عن هذا غضب في تركيا. ويأتي ذلك تمامًا أثناء إرسال تركيا وفدا رفيع المستوى إلى واشنطن للاستيضاح من الأمريكان بالتفصيل حول شكوك وهواجس أنقرة. ويبدو أن أنقرة قد تحدثت إلى "طرشان".

يتصرف الرئيس رجب طيب أردوغان بحذر وصبر غير مسبوقين، ببساطة لمنح الفرصة لاجتماعه مع الرئيس ترامب يوم 16 أيار/ مايو لإنقاذ الوضع وجعل البيت الأبيض يفهم الموقف التركي وعكس البوصلة. ولكن يجب تحذير الأمريكيين أنه عندما ينفد صبر أردوغان وعندما يسعى أحد ما لتهديده وتهديد الأمة التركية، فإنه سيتخذ قراراتٍ لا رجعة فيها وسينفذها. ومن هنا، لا ينبغي دفع أردوغان إلى ذلك.

وقد رأى بعض الأمريكيين الغيوم العاصفة تظهر في الأفق وحذروا الإدارة الأمريكية، ولكن يبدو أن البنتاغون وحلفاءه يعتقدون أنهم قادرون على معالجة المخاوف الأمنية التركية وعلى طمأنة أنقرة، ولكن كل ذلك بيع كلام وهراء مطلق. قالوا لنا الأكاذيب لمعالجة مخاوفنا الأمنية قبل نحو 18 شهرًا عندما قالوا إن القوات التي حررت مدينة منبج ستشتمل على مقاتلين أكراد سوريين وأن أولئك الأكراد سينسحبون بعد انتهاء العملية. لكن لم يحدث ذلك أبدًا واستوطن الأكراد في البلدة على الرغم من عدم ارتياح العرب المقيمين وتركيا. وقد تجاهلت واشنطن التحذيرات التركية المتكررة. هل هذه هي الطريقة التي تعالجون فيها المخاوف الأمنية لحليف؟

وكأن هذا لم يكن كافيًا، حيث لم يصمت المتحدث باسم قوات التحالف التي تقاتل داعش في العراق وسوريا في هذه المرحلة الحرجة عن إضافة مزيد من الإهانة والتجريح؛ قائلًا: "إن الولايات المتحدة لن تسترد الأسلحة التي ترسلها للأكراد السوريين إذا استعادوا الرقة من داعش أو عندما يستعيدونها. ويضيف أن الولايات المتحدة سترسل ذخيرة محدودة لهذه الأسلحة، للتأكد من أنهم يستخدمونها فقط في الرقة. هل هذا الرجل غبي؟ ألا يعرف أنه بمجرد أن تعطي شخصًا بندقية، فبإمكانه أن يجد الرصاص في السوق السوداء؟

يخلق الأمريكيون الانطباع بأنهم يتلاعبون بنا. فهم على مسار تصادمي، وقد يرون قريبًا التداعيات بعد زيارة أردوغان للولايات المتحدة.

عن الكاتب

إلنور تشيفيك

كاتب في جريدة ديلي صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس