أركان تان -صحيفة تقويم- ترجمة وتحرير ترك برس

عشنا في الأمس الذكرى السنوية للانقلاب الشنيع الذي وقع في 27 أيار / مايو....

تاريخ 27 أيار/ مايو، كان اليوم الذي تعدّوا فيه على مفاهيم الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان والدساتير وسيادة القانون.....وكانت الولايات المتحدة الأمريكية هي التي تقف خلف الانقلاب الذي وقع في ذلك التاريخ.

وكان حلف شمال الأطلسي من بين المخططين لانقلاب ذلك اليوم، في مثل يوم أمس، كان الهدف رئيس وزراء تركيا آنذاك "عدنان مندريس"، وحاول مندريس حينها أن يقاوم ويواجه الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي، على غرار ما يفعله اليوم الرئيس "رجب طيب أردوغان".

رغبة عدنان مندريس بعدم الانسياق الأعمى خلف حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة الأمريكية، جعلت منه هدفا لتلك القوى آنذاك... إذ أُعدم مندريس في تاريخ 27 أيار/ مايو عام 1961، وإلى حين إعدامه عومل بوحشية لا مثيل لها.

وشارك "حسن بولتكان" و"فاتح روشدو" القدر نفسه مع عدنان مندريس، الرسالة التي أراد القاتلون إيصالها كانت واضحة للغاية.

ومفاد الرسالة التي أرادوا إيصالها في يومها: "إن كنتم على رأس إدارة هذه البلاد، عليكم ألا تبدوا ردود فعل وطنية ومحلية، وإلا فستكون نهايتكم كنهاية مندريس وصاحبيه". فقد أرادوا بإعدام مندريس وصاحبيه، أن يزرعوا في العقل الباطن لكل من سيتسلّم إدارة البلاد، الخوف والذعر من خلال ما قاموا به. فقد كانت تركيا ظاهريا مستقلة، ولكن في الحقيقة كانت دولة تأتمر بأمر الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي.

قتلة الديمقراطية والدستور والشعب

منفذوا الانقلاب لم يكتفوا بالانقلاب يومها، بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك عندما أعلنوا ذلك اليوم عيدا، وأجبروا الشعب على مرّ السنوات على الاحتفال بذلك اليوم كعيد.

فأنا العبد الفقير أتذكر تلك الأيام بشكل جيد، المحافظون من الشعب لم يرسلوا يومها أولادهم إلى المدارس تحت حجج مختلفة، المدارس يوم 27 أيار/ مايو كانت شبه فارغة لكون الغالبية من المواطنين لم يرسلوا أبناءهم إلى المدارس.

اليوم فهمت الأمور بشكل أوضح....إذ عبّر الشعب التركي العزيز عن موقفه الرافض للإعدام من خلال هذا التصرّف "عدم إرسال أبنائهم إلى المدارس"، إذ لم يكن بالإمكان التعبير عن الموقف الرافض لما فعلوه بـ مندريس سوى بهذه الطريقة...

إدارة الدولة، كانت قد أصبحت بيد الأعداء، من كان بعمري سيتذكر تلك الأيام جيدا...

في كل عام كان يُحتفل بيوم 27 أيار/ مايو، على أنّه عيد الحرية والدستور، وكان يُحتفى بهذا اليوم في المحكمة الدستورية. رجال الدولة كانوا يصطفون أمام غرفة رئيس المحكمة الدستورية، ليٌقدّموا له التهاني....يا لغرابة تلك الأيام التي عشناها وصعوبتها...

كانوا يقتلون الدستور والقانون والديمقراطية، ويعدمون القائد الذي انتخب بأصوات الشعب، تحت حجج واهية.

وبعد ذلك يضعون لكل هذه الوحشية الدموية عيدا ليستخفوا بعقول شعبنا.

عن الكاتب

أركان تان

إعلامي وكاتب لدى صحيفة تقويم التركية


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس