محمد حامد - خاص ترك برس

تواصلت ردود الأفعال المعارضة لاتفاق المصالحة التركي الإسرائيلي داخل الكنيست الإسرائيلي ومن داخل الائتلاف الوزاري الحاكم، فقد وصف وزير في المجلس الوزاري الأمني السياسي المصغر الاتفاق بأنه مهين، بينما أعلن وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان أنه سيصوت ضد الاتفاق خلال اجتماع المجلس الوزراي غدا الأربعاء.

ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن أحد وزارء المجلس الوزاري المصغر  لم يذكر اسمه إن الاتفاق مع تركيا مهين، وإحضار رئيس الحكومة الاتفاق بعد الإعلان عنه إلى اجتماع المجلس هو ازدراء لنا، والموافقة على أي خطوة دون مناقشتها أو إبداء الرأي فيها قبل إقرارها يحولنا إلى أختام مطاطية.

يأتي ذلك بينما أعلن وزير الدفاع  أفيغدور ليبرمان أنه سيصوت خلال اجتماع المجلس الوزاري المصغر غدا الأربعاء ضد اتفاق التسوية مع تركيا، معتبرا أن دفع تعويضات لعائلات الضحايا للأتراك ستكون له آثار سلبية على إسرائيل في المستقبل.

ونقلت القناة الإسرائيلية الثانية عن ليبرمان خلال اجتماع بكتلة حزبه في الكنيست، إنه سيتمسك بموقفه المعارض للاتفاق، وقال: "لا أرى سببا للتراجع عن موقفنا إلا إذا كان هناك تغيير لا نعرفه."

وحذر ليبرمان من أن دفع عشرين مليون دولار تعويضا لعائلات الضحايا الأتراك ستكون له آثار إشكالية على مستقبل إسرائيل.

ليبرمان الذي كان وزيرا للخارجية إبان حادثة الاعتداء على أسطول الحرية التركي أعلن عدة مرات في السابق رفضه تقديم اعتذار لتركيا عن الحادث أو دفع تعويضات لتركيا.

أما وزيرة العدل الإسرائيلية أييلت شاكيد من حزب البيت اليهودي والعضو في المجلس الوزاري المصغر، فقالت إن أعضاء كتلة الحزب لم  يحددوا بعد موقفهم من الاتفاق، وإن القرار سيصدر بعد الاطلاع على كل تفاصيله وصيغته النهائية.

من جانب آخر تواصلت ردود الأفعال الرافضة لتوقيع الاتفاق مع تركيا من جانب أعضاء في الكنيست، ووصفت زهافا جلؤون زعيمة حزب ميريتس اليساري الاتفاق بالسئ لإسرائيل، وقالت إن نتنياهو أطال المفاوضات لست سنوات من أجل أن يخرج منها  كالعادة دون أي انجاز، ودون أي تغيير إيجابي لوضعنا الاستراتيجي.  

وأضافت جلؤون أن الاتفاق يجسد فشل نتنياهو الذريع في إدارة المفاوضات، حيث منح الشرعية الإقليمية لنظام أردوغان القمعي الذي يؤيد الإرهاب، دون أن يحصل على مقابل لإسرائيل، ودون أن يعيد جثث المفقودين أو يستخدم وسائل ضغط لإضعاف حماس, وتعزيز الأمن لدي سكان غلاف غزة .

وقال يستحاق هيرتسوج زعيم كتلة المعسكر الصهيوني المعارض إن الاتفاق مع تركيا مهم، لكن سابقة دفع تعويضات تعد سابقة خطيرة ما كان يجب القيام بها.

وأضاف هيرتسوج خلال اجتماع لكتلة حزبه إنه لا يمكن تجاهل صرخات عائلات الجنود المفقودين الذين يطالبون بعودة أبنائهم دون أن يثير ذلك مشاعر وزراء الحكومة.

وجاءت أشد الانتقادات للاتفاق من جانب جدعون ساعر الوزير السابق في حكومة نتنياهو الذي قال إنه لا يوجد سبب أو مبرر لدفع تعويضات مالية لمن وصفهم مخربي مرمرة الذين حاولوا قتل جنود الجيش الإسرائيلي.

وأضاف ساعر في مقابلة مع التليفزيون الإسرائيلي إن دفع التعويضات للاتراك يخلق سابقة بأن إسرائيل تدفع للمعتدين، والاتفاق الذي يبدأ بدفع تعويضات للمخربين ينتهي بإطلاق سراح مخربين.

وعلى الصعيد الشعبي أظهر استطلاع أجراه موقع صحيفة يديعوت أحرونوت أن غالبية الإسرائيليين يرفضون الاتفاق مع تركيا. وبحسب نتائج الاستطلاع الذي بدأ أمس وشارك فيه حتى الآن 60 ألف إسرائيلي، عارض 76% من المشاركين الاتفاق بينما أيده 24% فقط .

وكتب أحد المعلقين : فقدنا الكرامة الوطنية من أجل حفنة من رجال الأعمال الذين سيزيدون ثراء من تركيا. وذلك في إشارة إلى صفقات بيع الغاز الإسرائيلي إلى تركيا. ووصف معلق آخر الاتفاق بأنه بصقة على وجه مقاتلي البحرية الإسرائيلية وعلى وجوه عائلات الجنود المخطوفين في غزة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!