نهاد علي أوزجان – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

تتعقد الأمور بشكل أكبر مع مرور كل يوم في الشرق الأوسط، ونشهد سلسلة من التطورات تؤكد هذه الفكرة. فما يدور في الأسابيع القليلة الماضية فقط يكفي لوضع تصور عن الفوضى المستقبلية.

الأسبوع الماضي، نفذت إسرائيل غارة جوية ضد قاعدة عسكرية لإيران وحزب الله في سوريا. وردت أنظمة الدفاع الجوي السورية فورًا على الغارة.

على الرغم من أن الحديث يدور عن خسائر مادية فقط إلا أن الأمر الذي يثير فضول المتابعين هو كيف سترد إيران وحزب الله على هذه الغارة.

هناك رأي سائد بأن الرد لن يكون بالطرق التقليدية، وأن إيران ستنتظر الفرصة المؤاتية لرد الصاع صاعين. والغارة الإسرائيلية تشير إلى إمكانية نشوب اشتباك ساخن مع إيران.

على صعيد آخر، اكتسبت حرب السعودية وحلفائها في اليمن بعدًا جديدًا مع بدء استخدام الصواريخ متوسطة المدى. فصواريخ الحوثيين ذات المدى 2500 كم استهدفت منشآت نووية في مدينة أبو ظبي الإماراتية. وعلى الرغم من أن الصاروخ لم يصب هدفه إلا أن الخوف الذي سببه يبدو أنه سيفاقم من تدهور العلاقات الإيرانية السعودية.

بدورها، تعاني مصر، الحليف الوثيق للسعودية، من مشاكل أمنية. ويستمر الإرهاب بضربها، حيث سقط في هجوم واحد 316 شخصًا، وعاشت البلاد حالة من الصدمة. ويجد الجيش والشرطة صعوبة كبيرة في مجابهة الإرهاب. ومن الواضح أن المشاكل الأمنية سيكون لها كلفة كبيرة للبلاد على الصعيدين الاقتصادي والسياسي.

ويبدو أن الأمور في سوريا تتجه نحو الدبلوماسية بعد فقدان تنظيم داعش السيطرة الجغرافية في الحرب. وجميع الأطراف، الراغبة بالجلوس في موقف قوي على طاولة المفاوضات، تحدد مواقفها من جديد.

سيطر حزب الاتحاد الديمقراطي على آخر معاقل داعش في شرق الفرات بفضل دعم تلقاه من الولايات المتحدة وروسيا معًا. هذا التعاون، وإن اعتُبر تكتيكيًّا، إلا أننا سوف نرى كيف سينعكس على طاولة المفاوضات التي ستحدد مستقبل سوريا وعلى التركيبة الدستورية السورية.

وإلى النزاع الأصلي في الشرق الأوسط، حيث تتوارد أخبار من الولايات المتحدة ستزيد من تعقيدات هذا الوضع المعقد أصلًا. فترامب أعلن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وهذا القرار سيزيد من مساحات التوتر ويعمق من الصراعات بسبب الأهمية الرمزية للقدس.

سيؤدي القرار أولًا إلى زيادة سوء الانطباع السيئ أصلًا عن الولايات المتحدة في المنطقة. من المؤكد أن القرار سيسعد إسرائيل غير أنه سيوفر من جهة أخرى إمدادت بـ "الذخيرة الإيديولوجية" لإيران وحزب الله وداعش والجبهة الراديكالية.

عن الكاتب

نهاد علي أوزجان

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس