ترك برس

تناول تقرير نُشر على موقع "عربي 21" تكثيف تركيا لاستضافتها فتية فلسطينيين يتصدرون المشهد العربي والإسلامي نتيجة ما يتعرضون له من اضطهاد وتعذيب نفسي وجسدي على يد جنود الاحتلال الإسرائيلي.

أولى هذه الاستضافات كانت قبل أعوام للفتاة الفلسطينية عهد التميمي التي تحولت إلى أيقونة ورمز للنضال الفلسطيني عقب مواجهاتها مع الجنود الإسرائيليين. حيث استضافتها بلدية باشاك شهير ورئيسها، كما التقت بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان أيضاً.

وقبل أسابيع التقى الرئيس التركي أيضا الشاب الفلسطيني المصاب بمتلازمة دارون محمد الطويل الذي ظهرت صورته معتقلا من قوات الاحتلال في الخليل أيضا، كما التقى مع العديد من المسؤولين والساسة والفنانين والمشاهير الأتراك.

آخر هذه الاستضافات كانت الاثنين الماضي عندما وجهت بلدية إسطنبول دعوة للفتى الفلسطيني فوزي الجنيدي الذي ظهر قبل نحو شهر معتقلا على يد أكثر من 20 جنديا إسرائيليا بمدينة الخليل المحتلة، والتقى به أردوغان ورئيس حكومته مساء أمس الأربعاء، في المجمع الرئاسي بأنقرة.

هذه الخطوات واللفتات الإنسانية من قبل المسؤولين الأتراك، اعتبرها البعض أنها لفتات إنسانية بحتة، خاصة أن من يتابع الاستضافات يرى أنها تزخر بالحفاوة والتقدير وتخلو مما يسيء للضيوف، في حين فسّره البعض ممن ينتقدون السياسة التركية في المنطقة، على أنه استعراض فارغ المضمون حسب عربي 21.

وحول هذا تقول الباحثة الفلسطينية المقيمة في تركيا أماني السنوار، إنه و"على عكس ما يقال عن استغلال تركيا لهذه الدعوات الإنسانية، من اللافت أن نرى صانع القرار التركي بالرغم من كل التحديات والإشكالات التي يواجهها لا سيما في الجوار، ما زال قادرا على تخصيص وقت لمثل هذه الدبلوماسية، وهذا مؤشر أن التزامه بدعم الجانب الإنساني للقضية الفلسطينية، وما زال على جدول أعماله."

وأضافت السنوار في حديث لموقع "عربي 21"، أنه في ظل موجة التطبيع مع إسرائيل التي تجتاح المنطقة، تزداد قيمة هذه اللفتات التركية، وهي رغم بساطتها إلا أنها تزعج الاحتلال، وتصنع ثقافة شعبية مانعة للتطبيع الشعبي تجاه إسرائيل، على حد قولها.

وأشارت الباحثة الفلسطينية، إلى أن هذه الاستضافات تلقى صدى في الإعلام المحلي وتترك أثرها لدى الجمهور التركي، خاصة وأن المواطن التركي متأثر جدا بما يقوله الرئيس أردوغان تحديدا، تماما كما هي الأجندة الإعلامية متأثرة بما يطرحه، فبالتالي المزيد من هذه اللفتات يعني مزيدا من الخبر الفلسطيني على الأجندة الإخبارية اليومية التي نادرا ما تغطي أحداثا دولية.

وحول الرسالة التي تريدها تركيا من هذه المبادرات، فهي بحسب السنوار: "إرسال رسالة تضامن مع الفلسطينيين، وكذلك هي تغازل مشاعر العرب وكل متعاطف مع القضية الفلسطينية، وصانع القرار التركي يدرك جيدا كيف يتم استقبال هذه الأخبار في العالم العربي".

أما الفريق الثالث من أصحاب الرأي في هاذ الشأن، فقد وضع هذه المبادرات في سياقها الذي وصفه موقع عربي 21 بـ"الطبيعي" باعتبارها ممارسة تلتقي فيها الرغبة بالتضامن مع القضية الفلسطينية مع المصلحة في استثمار ذلك، موجها دعوات للأنظمة العربية للقيام بذات المبادرات إذا كانت حريصة على دعم صمود الشعب الفلسطيني.

يُشار إلى أن الفتى الفلسطيني محمد الطويل المصاب بمتلازمة الداون، قدِم إلى تركيا قبل أسابيع برفقة أسرته، وكان من أبرز المستقبلين له، الرئيس التركي أردوغان، ورئيس وزرائه بن علي يلدريم، وعدد من الوزراء، ومشاهير الفن وعلى رأسهم نجاتي شاشماز المعروف بـ "مراد علمدار" بطل مسلسل وادي الذئاب.

ومنحت بلدية أوسكودار على الشق الآسيوي من مدينة إسطنبول، منزلاً لعائلة الطويل، كما وفرت لأفراد عائلته فرصة عمل.

فيما زار الفلسطيني الآخر فوزي الجنيدي، أمس الأربعاء أبرز معالم إسطنبول التاريخية والدينية، ومن بينها قبر السلطان عبد الحميد الثاني، معبراً عن شكره للشعب التركي لمساندته القضية الفلسطينية، ولرئيسهم رجب طيب أردوغان لدفاعه عنه خلال فترة اعتقاله، والذي التقى به مساء أمس الأربعاء.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!