نيهال بينجيسو قراجه – صحيفة خبر ترك – ترجمة وتحرير ترك برس

خلال المراحل السابقة تمكنت تركيا من إعادة أهالي مناطق الباب وجرابلس -الذين أجبرتهم المنظمات الإرهابية على المغادرة- إلى ديارهم من خلال تنفيذ عملية درع الفرات العسكرية، واليوم تمكنت تركيا من السيطرة على عفرين وإثبات وجودها في الساحة السورية من خلال تنفيذ عملية غصن الزيتون، كان الهدف من عملية درع الفرات هو القضاء على التهديد الذي يشكله تنظيم داعش الإرهابي، وعلى الرغم من أن دخول تركيا إلى جرابلس وأعزاز قد تسبب بقلق بعض الجهات إلا أن هذه الجهات لم تُظهر أي معارضة ملموسة للعملية العسكرية التي نفذتها القوات المسلحة التركية.

لكن لم تكن المسألة كذلك بالنسبة إلى عملية عفرين لأنها كانت تحتوي على صعوبات أكثر، ومن أهم الأسباب هو أن هذه العملية كانت مُنفذة ضد تنظيم إرهابي ينظر إليه الغرب على أنه قوة قد حاربت ضد تنظيم داعش ببسالة، مما أدى إلى تصعيب الأمور على الصعيد الدبلوماسي بالنسبة إلى تركيا.

يجب على الغرب أن يأخذ تصريحات الحكومة التركية على محمل الجد أكثر من السابق

إن سيطرة القوات التركية على عفرين من دون أي خسائر مدنية ودون منح الطبقة المحدّدة المعروفة باسم "الجامعة الدولية" أي أدوات هامة قد أثبتت أن الدولة التركية لا تستحق الصفات المهينة التي تُنعت بها من قبل الغرب، وأوضحت للغرب أنها تملك القدرة على القول والتنفيذ، والأهم من ذلك هو أن تركيا قد أثبتت للمجتمع الدولي أنها ستستمر في التقدّم إلى أن يتم القضاء على الجهات الإرهابية التي تهدد مصالحها القومية، ولهذا السبب يتوجّب على موسكو وواشنطن أن يأخذا التصريحات الصادرة عن الحكومة التركية والمشيرة إلى أن القوات التركية ستستمر في إجبار بي كي كي على الخروج من منبج والقامشلي وشمال العراق على محمل الجد أكثر من السابق.

بطبيعة الحال ستكون العوائق التي ستظهر أمام الدولة التركية خلال عملية عسكرية بهذا الحجم أكبر بكثير من التي واجهتها في عفرين، إذ أدت المجرزة التي نفذها النظام السوري المدعوم من قبل روسيا في منطقة الغوطة إلى تغيير تركيا لأولوياتها وكذلك إعادة النظر في الإمكانات التي حققتها من خلال عملية عفرين، ولذلك أعتقد أن الرئيس أردوغان الذي أدرك أنه من الصعوبة بمكان مواجهة جميع الجبهات في الآن ذاته قد حصل على فرصة إجبار أمريكا على الجلوس في طاولة الحوار وتقديم عهود أكثر واقعية، وذلك من خلال الاستمرار في تحسين العلاقات التركية-الروسية-الإيرانية وإظهار النتائج الإيجابية التي حققتها الدولة التركية في عفرين لأمريكا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس