ترك برس

بعد مشاركة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في قمة مجموعة بريكس، للمرة الأولى، تزايد الحديث عن قرب انضمام تركيا إلى المجموعة، في ظل توتر علاقاتها مع الولايات المتحدة من ناحية، واستمرار الاتحاد الأوروبي في تأجيل بحث انضمام تركيا.

وفي هذا الصدد يرى الباحث الروسي، فيريت تيمور، أنه من أجل  إجراء تقييم واقعي لإمكانية انضمام تركيا إلى البريكس، فمن المفيد تحليل الجوانب الإيجابية والسلبية لهذا الافتراض بشكل موضوعي، بالنسبة إلى الجانبين.

ويشير تيمور في تحليل نشره مركز "Valdai Discussion Club" البحثي وثيق الصلة بالرئيس بوتين، إلى أن من المهم في البداية التأكيد على أن مجموعة البريكس تهدف إلى الحصول على إجماع دولي لإنشاء نظام حكم عالمي غير غربي يمكنه تقديم إدارة بديلة للشؤون العالمية، ومن ثم إنشاء نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب. أي أن البريكس موجهة ضد النظام العالمي الأحادي الذي تقوده الولايات المتحدة.

وأضاف أن الرأي العام التركي اعتبر أن النظام العالمي أحادي القطبية الذي تقوده الولايات المتحدة هو الأساس الجوهري في تضارب المصالح بين واشنطن وأنقرة، ولذلك فإن تركيا في حاجة إلى النظام العالمي المتعدد الأقطاب من أجل مصالحها الاستراتيجية على المدى الطويل.

ولكن الباحث الروسي يعود فيقرر أن غير المرجح أن تتخذ أنقرة مثل هذا الموقف المباشر ضد حليفها في الناتو، على الأقل في المدى القصير. وعلاوة على ذلك، يعتقد أن تركيا سوف تحصل على دور مهم جديد داخل حلف الناتو الذي هو أداة أساسية للنظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة في صراعها الجيوسياسي ضد روسيا في المستقبل المنظور. ويبدو أن أنقرة مستعدة لذلك بهدف موازنة نفوذ روسيا المتزايد في منطقة البحر الأسود- القوقاز.

ومن ناحية أخرى، يرى تيمور، أنه حتى لو كانت هناك اختلافات في التفاصيل حول بعض القضايا بين تركيا والبريكس، فإن هناك عددا من القضايا العالمية المشتركة التي تتوافق فيها من الناحية النظرية مصالح الجانبين ومنها:

- انتقاد الأمم المتحدة بسبب تكوينها الدولي الحالي، وعجزها عن حل المشاكل العالمية المشتركة، والدعوة إلى إجراء إصلاحات هيكلية داخل المنظمة.

- الحاجة إلى هيئات مالية بديلة لمؤسسات ما بعد الحرب العالمية الثانية بقيادة الولايات المتحدة، مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، التي تعد عقبة أمام تنمية الاقتصادات الناشئة.

- الاتجاه نحو استخدام العملات الوطنية بدلاً من الدولار الأمريكي في التجارة الدولية.

- الاستياء من وكالات التصنيف الائتماني الأمريكية/ الغربية بقيادة الولايات المتحدة، والتي ينظر إليها على أنها "أدوات ضغط اقتصادي" على الاقتصادات الناشئة.

ورغم هذا التوافق حول هذه القضايا، كما يقول الباحث، لم تبذل محاولات رسمية من تركيا أو من بريكس بشأن انضمام تركيا إلى البريكس، كما لا توجد حتى الآن خارطة طريق محددة وقانونية لطبيعة وعملية التطبيق التي يتعين على أي بلد القيام بها من أجل المشاركة في البريكس.

ويخلص الباحث الروسي إلى أن طبيعة العلاقات الدولية في الظروف العادية تجعل من غير المتوقع توجه السياسية الخارجية نحو البريكس من بلد مثل تركيا التي كانت منذ فترة طويلة تحت النفوذ الاقتصادي والسياسي والثقافي الغربي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!