د. علي بكراكي - خاص ترك برس

إن أكثر وزراء الخزانة والمالية التركية قبل (ألبيرق) كانوا تحت سيطرة البارونات الذين يتحكمون بحركة المال العالمي بشكل أو بآخر... كان ذلك عاملا مهما في جذب رؤوس الأموال الأجنبية التي كانت تشعر بالاطمئنان وهي تستثمر في تركيا التي كانت فعليا تحت حكم بيروقراطيين موالين لها...

مع دخول النظام الرئاسي حيز التنفيذ وتسلم (ألبيرق) شؤون وزارة المال وما يعني ذلك من تحكم الرئيس أردوغان مباشرة بحركة المال في البلاد، وتزامنا مع حملات التخويف التي مارستها المؤسسات المالية العالمية، فقد بدأت حملة انسحاب واسعة النطاق للمستثمرين الأجانب من السوق التركي... قضية القس برونسون هي في الحقيقة واجهة الصراع الخفي الذي بدأ لإخضاع تركيا وإعادتها بالقوة إلى الحظيرة الأمريكية...

إن اقتصادًا حديث النمو مثل الاقتصاد التركي لا يزال غير قادر على مواجهة هذه الحرب المالية الكبرى... فهو لا يزال في بداية طريق التصنيع الثقيل، ولا تزال صادراته اقل بكثير من استيراده... كما لا يزال يصنف عالميا بمستوى التصدير الضعيف إلى المتوسط في السوق العالمي...

يعيش العالم متغيرات إقليمية ودولية... كما أن عصر البلطجة الأمريكية هو في أوجه... عقوبات اقتصادية على روسيا وإيران... واليوم عقاب تركيا بتدمير عملتها... واذا لم تقدم تركيا كل التنازلات التي تريدها أمريكا فسيستمر التضييق وستتتابع الحرب على الليرة... يدرك صناع القرار في تركيا اليوم أن الرضوخ لمطالب أمريكا يعني تسليم البلاد ورميها في أحضان امريكا لمئة عام جديدة... وهذا أمر غير مدرج على أجندة الأتراك حاليا... من هنا دعوة أردوغان شعبه إلى المقاومة والتحمل... فالمال يعود بعد خسارته... ولكن الاستقلال والحرية لا يعودان...

عن الكاتب

د. علي بكراكي

رئيس الملتقى اللبناني التركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس