صحيفة إسباناتوليا الإسبانية - ترجمة وتحرير ترك برس

وفقا لمنظمة الأمم المتحدة للعلم والتربية والثقافة (اليونسكو)، تقع كنيسة أقدمار القديمة في بحيرة وان الضخمة، التي تعد أكبر بحيرات تركيا. وتمنح هذه الكنسية السائح فرصة مشاهدة المناظر الطبيعية الفريدة من نوعها. كما تقدم أقدمار نموذجا مميزا عن العمارة المسيحية في العصور الوسطى.

تُعتبر الكنيسة الأرمينية القديمة أقدمار، التي تقع في جزيرة تحمل اسم الكنيسة، في بحيرة وان على الطرف الشرقي من منطقة الأناضول، واحدة من المعالم التاريخية التركية التي تجذب آلاف السياح المحليين والأجانب سنويا. نتيجة لذلك، تطمح الكنيسة إلى أن يقع تصنيفها على أنها تراث عالمي من قبل منظمة اليونسكو.

والجدير بالذكر أن كنيسة أقدمار أُدرجت ضمن القائمة الأولية لمنظمة اليونسكو، الأمر الذي يعد الخطوة الأولى بالنسبة لكل المواقع المرشحة لتصبح تراثا عالميا. وتقع هذه الكنيسة في أكبر بحيرة موجودة في تركيا، التي منحت اسمها للمدينة التي تقع فيها.

على العموم، بنيت كنيسة أقدمار بين سنتي921 و915 ميلادي من قبل المطران والمهندس مانويل، بأمر من الملك الأرميني جاجيك الأول، ملك إمارة فاسبوركان. وقد اختار الملك جزيرة وان حتى تكون من بين المناطق المخصصة للعيش فيها، وقام ببناء مستوطنة هناك. وتعد هذه الكنيسة الموقع الوحيد الذي لا يزال موجودا إلى حد اليوم من بين ممتلكات الملك.

بعد الحرب العالمية الأولى، بقيت الكنيسة مهجورة لعقود حتى "أعيد اكتشافها" من قبل الكاتب التركي الشهير يشار كمال، الذي زار جزيرة أقدمار سنة 1951، ليعلم أنه سيتم هدمها. وتمكن يشار كمال، بفضل صِلاته، من إيقاف قرار الهدم وتم الحفاظ على الكنيسة. على مر السنوات، حظيت هذه الكنسية بشهرة واسعة وأضحت وجهة تستقطب السياح على نحو متزايد، وذلك لأعراض سياحية ودينية على حد السواء.

في هذا الشأن، تكفلت وزارة الثقافة والسياحة التركية بترميم كنيسة أقدمار بميزانية بلغت 2600 مليون يورو. وخلال سنة 2017، تم فتح أبواب الكنيسة للعموم على اعتبارها متحفا. وقد برزت على أنها مبنى ذو قيمة تاريخية رائع ينتمي إلى عمارة العصور الوسطى الأرمينية. منذ ذلك الحين، لم تتوقف الكنيسة عن استقطاب الزائرين. فعلى سبيل المثال، زار نحو 30 ألف سائح كنيسة أقدمار على مدار السنة. وخلال الأشهر السبعة الأولى من سنة 2018، تجاوز عدد زائري الكنسية 83 ألف زائر.

ويمكن لزوار جزيرة أقدمار أن يستحموا في بحيرة وان التركية والاستمتاع بالمشي حول الجزيرة أيضا. كما تتميز الجزيرة بمناظر طبيعية خلابة خاصة مع غروب الشمس وأيضا في بداية السنة، عندما تزدان أقدمار بأشجار اللوز المزهرة. وتغطي الجبال المحيطة بالجزيرة الثلوج مما يمنحها لونا أبيضا مميزا.

بفضل تغير القوانين التركية التي لم تكن تسمح بإقامة الاحتفالات الليتورجية، أُذن لبطريركية إسطنبول بعقد احتفال ديني في هذه الكنيسة. وقد أصبح هذا الاحتفال يقام سنويا، بتاريخ 19 أيلول/ سبتمبر وذلك ابتداء من سنة 2015. ويُنظم هذا الاحتفال  بحضور آلاف الأشخاص ومعظمهم من الأرمن الأرثوذكس القاطنين في تركيا، البالغ عددهم اليوم قرابة 70 ألف أرمني، معظمهم يعيشون في مدينة إسطنبول أو من أرمينيا المجاورة.

من جهتها، علقت اليونسكو على موقعها الرسمي على موقع الإنترنت في حديثها عن الكنيسة الأرمينية قائلة: "تمثل كنيسة أقدمار إنجازًا فريدًا يجسد فن العمارة المسيحية، حيث تعرض لأول مرة صوراً منحوتة داخلها تتسم بتفاصيل دقيقة للغاية".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!