ترك برس

قال يونس أولسوي، الباحث بمعهد دراسات تركيا التابع لولاية شمالي الراين الألمانية، إن عدم وجود إمكانية لعضوية كاملة لتركيا بالاتحاد الأوروبي يقابله بالوقت نفسه عدم رغبة الطرفين باستبعاد أي منهما للآخر، لأن التبعات السياسية لهذا لا يمكن توقعها.

وأشار إلى أن حاجة تركيا وأوروبا المتبادلة لبعضهما أمنيا واقتصاديا، فضلا عن روابط اجتماعية تتعلق بوجود خمسة ملايين من أصول تركية بالدول الأوروبية –بما في ذلك الأقليتين التركيتين باليونان وبلغاريا- يجعلهما يفضلان الحفاظ على وضع علاقتهما الراهن، ما لم تدع ألمانيا إلى إغلاق ملف العضوية الأوروبية الكاملة.

وفي تصريحات لشبكة الجزيرة القطرية، شكّك أولسوي باحتمال قبول الرئيس التركي أردوغان بعرض يوهانس هان، مفوض العلاقات مع دول الجوار والتوسعة بالاتحاد الأوروبي، استبدال عضوية الاتحاد الأوروبي بتوسيع اتفاقية الاتحاد الجمركي.

وأوضح أن عرض هان يقل بكثير عن عرض لشراكة تفضيلية أوروبية تركية، عرضته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عام 2005 ورفضه أردوغان، ولفت إلى أن استفتاء الأتراك حول عضوية الاتحاد الأوروبي الذي فكر في طرحه أردوغان لن تكون نتيجته حال إجرائه لصالح أوروبا.

واعتبر الباحث أن شراكة مع أوروبا ستكون مفيدة لتركيا أردوغان إن غطت تطلعات البلاد الأمنية والاقتصادية، دون تدخل كبير للاتحاد الأوروبي بالشؤون الداخلية التركية.

ورأى أن الأوضاع السياسية الحالية لا تسمح حتى بتوسيع الاتحاد الجمركي، بسبب ربط بروكسل لهذا الموضوع بحقوق الإنسان في تركيا، وشكك بإمكانية طرح صيغة شراكة إستراتيجية بالمناخ الراهن، لأنها ستواجه بمعارضة خاصة بألمانيا حيث سينظر إليها كتنازل لأردوغان وخيانة للمعارضة التركية.

وخلص أولسوي إلى أن إغلاق ملف مباحثات عضوية الاتحاد الأوروبي مع تركيا نهائيا سيكون له تداعيات لا يمكن للجانبين تحملها.

وجدد يوهانس هان مفوض العلاقات مع دول الجوار والتوسعة بالاتحاد الأوروبي الجدل حول مستقبل علاقة تركيا وأوروبا، بمطالبته إنهاء المفاوضات التي يجريها الاتحاد الأوروبي مع أنقرة منذ 13 عاما بشأن معايير عضويته.

ورأى هان -المنتمي لحزب الشعب اليميني المحافظ الحاكم بالنمسا- أن الصراحة على المدى البعيد تفرض على تركيا والاتحاد الأوروبي التخلي عن مفاوضات العضوية، والبحث عن شكل جديد لعلاقتهما.

وقال –في بتصريحات لصحيفة دي فيلت الألمانية– إن تعليق هذه المفاوضات الدائرة منذ عام 2005 بين أنقرة وبروكسل، أعاق الطريق أمام شراكة واقعية بديلة بين الجانبين،.

واقترح استبدال العضوية الكاملة للاتحاد الأوروبي بتوسيع اتفاقية الاتحاد الجمركي بين أوروبا وتركيا لتشمل مجالات الطاقة والهجرة وإعادة إعمار سوريا، وكانت الدول الأوروبية قد جمدت هذه الاتفاقية في يونيو/حزيران الماضي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!