فاتح ألطايلي – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس

صديق لي أقدر آراءه سألني أمس:

"كيف تفسر الانسحاب العاجل للولايات المتحدة من سوريا؟".

سأذكر لكم أيضًا إجابتي على هذا السؤال.

الانسحاب الأمريكي من سوريا ليس قرار الولايات المتحدة وإنما قرار شخصي اتخذه رئيسها دونالد ترامب. بقدر ما نثق بقرارات ترامب يمكننا الوثوق بهذا الانسحاب.

من الواضح أن ترامب يكنّ للرئيس التركي رجب طيب أردوغان ثقة أو مودة خاصة. ومن الواضح أيضًا أن أردوغان خلال الاتصال الهاتفي أكد لترامب أن تركيا سوف تواصل مكافحة داعش إذا انسحبت الولايات المتحدة من المنطقة، وأقنعه بأنه لا داعي لإنفاق واشنطن الأموال والقوة البشرية من أجل ذلك.

أمام قدرة أردوغان على الإقناع، فضل ترامب الإصغاء إلى الرئيس التركي على الاستماع لحكومته ومستشاريه وحزبه والحزب الديمقراطي المعارض.

هذا واضح تمامًا، وترامب لا يخفيه. بعد قرار الانسحاب من سوريا كتبت في أول مقال لي "من الممكن أن يكون هناك فخ لتركيا في هذا القرار".

الفخ هو التالي:

هناك لوبيات في الولايات المتحدة مناهضة لترامب ولتركيا في الوقت نفسه.

يأتي في طليعتها جزء نافذ من الإعلام الأمريكي، تحرضه على تركيا جهات لها ارتباطات مع تنظيم "غولن". وهذه الجهات تتربص  بتركيا الدوائر.

في حال تنفيذ تركيا عملية في سوريا، حتى لو تضمنت مكافحة داعش في الوقت ذاته، فإن الجزء الذي تحدثت عنه من الإعلام الأمريكي سوف يؤول العملية على أنها إبادة ضد الأكراد، ويقدم للعالم هذا التصور.

بعد ذلك ستأتي الصغوط على ترامب من أجل التراجع عن قراره. من المحتمل أن الرئيس الأمريكي المزاجي سيقول بعد فترة: "علينا العودة إلى سوريا لأسباب إنسانية"، وسيسعى لكسب نقاط جديدة والتصالح مع معارضيه.

الاحتمال الأسوأ من ذلك هو الدفع بقوة أكبر من أجل وضع شرق الفرات تحت المراقبة الدولية. وبذلك تتخذ المسألة منحى معقدًا يصعّب على تركيا التوصل إلى حل له.

قد يكون هذا سيناريو "سلبي" بالنسبة للبعض. لكن الأفضل دائمًا اتخاذ الاستعدادات وفق السيناريو الأسوأ.

 لهذا، إذا كان الجيش التركي سينفذ عملية في شمال سوريا، فآخر ما يجب أن يفعله الإعلام التركي هو "عد القتلى"، كما فعل في عملية غصن الزيتون.

بطبيعة الحال، الأمر الأصح هو أن يقوم الجيش السوري الحر بالمهمة، دون أن يدخل الجيش التركي تلك الأراضي، وبذلك تبقى المسألة بين السوريين.

عن الكاتب

فاتح ألطايلي

كاتب في صحيفة خبر ترك


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس