أنغين أردتش – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

قال زعيم حزب الحركة القومية دولت باهشلي: "الناتو ليس حديقة خلفية للولايات المتحدة ولا ألعوبة بيدها، ولا منظمة عالمية تدخل إليها من تشاء وتخرج منها من تشاء".

للأسف أن الوضع هكذا يا سيد باهشلي..

لو لم يكن كذلك، لقالت الولايات المتحدة إن "الشيوعية انهارت، ولم يعد هناك داعٍ لهذه المنظمة"، وحلّت الحلف.

غير أن الولايات المتحدة تبقي على الحلف بهدف "استخدامه في مهام أخرى، وعلى الأخص في الشرق الأوسط".

 بالنتيجة، انهار الاتحاد السوفيتي وحلف وارسو، لكن الدولة الروسية ما تزال قائمة صامدة وفي يدها أسلحة نووية. والصين أيضًا لحقت بها. 

ولأن باهشلي يعلم هذه الحقائق قال إن "الناتو ليس حديقة خلفية.." وهو يقصد أن "الناتو يجب أن لا يكون حديقة خلفية..".

ويتابع باهشلي كلمته بهذه العبارة المذهلة:

"إذا كان الوضع هكذا، ينبغي على تركيا أن تعيد النظر فورًا في جميع ارتباطاتها وعلاقاتها الدولية مع المؤسسات التي تعمل بشكل أحادي الجانب، وفي مقدمتها عضويتها في الناتو، ويجب عليها أن توقف الحوار مع كافة الكيانات التي تتسبب في التبعية وأسر الإرادة". 

***

يمكن لتركيا أن تواصل سياستها الاستقلالية هذه بقيادة أردوغان وبدعم من باهشلي. وفيما عدا ذلك ستعود تركيا إلى سياساتها الجبانة والمترددة السابقة إذا استلم مقاليد السلطة قلجدار أوغلو أو إمام أوغلو أو فتح الله أوغلو..

هذا سبب الهجوم على تركيا. مشكلة الغرب وعملائه الداخليين الأولى هي "الإطاحة بأردوغان". 

***

قبل أيام انعقد في العاصمة الكازاخية دوشنبه اجتماع هام جدًّا، شاركت فيه تركيا وروسيا والصين وكازاخستان والهند وإيران وأوزبكستان وتركمنستان وبنغلاديش وكمبدويا وسريلانكا وأفغانستان وفلسطين. 

البعض من الدول إسلامية والآخر لا، ومن بينها دينية وأخرى علمانية، ومنها دول كبيرة وغيرها صغيرة، لكن جميعها نالها من أذى الولايات المتحدة ما نالها.

هو مؤتمر للأمم المظلومة نوعًا ما، شبيه بمؤتمر باندونغ 1955. يمكننا القول إنه اجتماع مشترك هذه المرة لأنصار عدم الانحياز والساعين للتخلص من التبعية. أو ربما اجتماع موسع لمنظمة شانغهاي. 

للمرة الأولى، أصدرت الصين تصريحًا كان له وقع القنبلة، فقالت: "ينبغي تأسيس حلف آسيوي قادر على مجابهة الناتو".

لهذا سيبذل الغرب كل جهوده ويلجأ لكل الوسائل من أجل القضاء على أردوغان، الحلقة الثالثة في التكتل التركي الروسي الصينين بعد أن فشل بالإطاحة ببوتين وبالسيطرة على الصين. 

فهل هذه التطورات ستتجه نحو حرب عالمية جديدة تتصارع فيها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من جهة والحلف الآسيوي من جهة اخرى؟ 

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس