ترك برس

قال عوني آقصوي، السفير التركي لدى العاصمة "مابوتو"، إن أنقرة مستعدة للقيام بكل أشكال التعاون اللازم لدعم موزمبيق في مكافحة الإرهاب.

وقُتل أكثر من ألفي مدني وتعرض أكثر من 1.3 مليون آخرين إلى تهديدات أمنية بسبب الاعتداءات الإرهابية المتصاعدة في موزمبيق منذ عام 2017 وحتى اليوم.

وتستهدف جماعة "أنصار السنة" المعروفة بين السكان في موزمبيق باسم "حركة الشباب" والمرتبطة بتنظيم "داعش" الإرهابي، منطقة كابو دليغادو شمالي البلاد، الغنية بحقول البترول والغاز الطبيعي.

وتنفذ "حركة الشباب" اعتداءات منذ 24 مارس/ آذار المنصرم، تستهدف المنطقة القريبة من أماكن استخراج الغاز الطبيعي ومنشآت تسييل الغاز التابعة لشركة "توتال" الفرنسية التي تقدر قيمة الاستثمارات فيها بحوالي 23 مليار دولار.

وفي حوار مع وكالة الأناضول تحدث السفير آقصوي عن الاعتداءات الإرهابية في موزمبيق وعن آخر التطورات في هذا البلد الإفريقي.

وقال إن هناك أطراف خارجية لا ترغب في نمو وقوة موزمبيق، وإن الهجمات الإرهابية فيها، تحدث نتيجة تحريضات هذه الأطراف.

وأضاف آقصوي أن هناك محاولات اليوم من قبل أطراف جديدة وقديمة لمواصلة الاستعمار الذي كان موجوداً في الماضي في إفريقيا، بأشكال ومسميات مختلفة.

وأشار إلى أنه حين يتم اكتشاف أية ثروات باطنية في أي مكان بإفريقيا يزداد الاهتمام بالمنطقة من قبل من يريدون الاستفادة من هذه الثروات، أو ممن يرون أن اكتشاف هذه الثروات سيؤثر على قيمة موارد مشابهة لديهم، مشددا على أن هذا المشهد يتكرر حالياً في موزمبيق.

ولفت إلى أن التنظيمات الإرهابية لا يمكنها بمفردها أو بمساعدة مؤيديها وميليشياتها فقط أن تقوم بتنفيذ عمليات دموية ضخمة وفي أوقات متزامنة، وأن دائماً ما تكون هناك أطراف خارجية لا ترغب في زيادة قوة ونمو تلك الدول التي تستهدفها التنظيمات الإرهابية وتقدم لها الدعم، مشيراً أن تركيا شهدت أمثلة على ذلك.

** المسلمون أكثر المتضررين من التنظيم الإرهابي

وأوضح السفير التركي أن شعب موزمبيق المسلم يشعر بقلق وخوف بسبب اعتداءات تنظيم "أنصار السنة" الإرهابي، مبينًا أن المسلمين أكثر من تأثروا من هجمات التنظيم الذي يزعم أنه يُدافع عن الإسلام.

وأكد أنه يمكن منع هجمات التنظيم في حال انقطع عنه الدعم الخارجي، فيما لفت إلى أن التنظيم لا يتناسب مع النسيج الاجتماعي لموزمبيق.

** المرتزقة لا يمكنهم الدفاع عن البلاد مثل أهلها

وتتمركز في موزمبيق وحدات عسكرية من دول المنطقة إضافة إلى مقاتلين مرتزقة من روسيا وجنوب إفريقيا بهدف محاربة الإرهاب وضمان الأمن في البلاد.

وفي معرض تعليقه على ذلك قال السفير آقصوي، إن مشكلة الإرهاب والمشاكل الأمنية في موزمبيق يمكن حلها بالاستخدام الصحيح لموارد البلاد.

وتابع: "نجاح دولة ما في مكافحة الإرهاب المدعوم من الخارج مرتبط بزيادة قوة هذه الدولة عبر الاستخدام الصحيح للموارد المتاحة لديها وبتطويرها أساليب واستراتيجيات سليمة لمكافحة الإرهاب".

وأفاد آقصوي بعدم إمكانية أي قوة عسكرية أجنبية وخاصة المرتزقة، أن تدافع عن أي بلد مثل أبنائه الحقيقيين.

** تركيا مستعدة لجميع أنواع التعاون

وأشار آقصوي إلى أن الاتحاد الإفريقي دعا إلى تحرك فوري لمواجهة الهجمات الإرهابية المتصاعدة في موزمبيق وصرح بأنه مستعد لدعم الأمن والسلام في المنطقة، مضيفا أن دول المنطقة اجتمعت لبحث الكفاح المشترك ضد الإرهاب.

وبيّن أن تركيا في ضوء خبراتها والنجاحات التي حققتها في مكافحة الإرهاب مستعدة لجميع أنواع التعاون مع موزمبيق فيما يخص مكافحة التنظيمات الإرهابية.

وحول الأزمة الإنسانية التي سببها الإرهاب، قال آقصوي إن الهلال الأحمر التركي وإدارة الكوارث والطوارئ التركية "آفاد" إضافة إلى وكالة التعاون والتنسيق التركية "تيكا"، تدرس حالياً احتياجات الجانب الموزمبيقي ومستعدة لتقديم الدعم اللازم في ضوء الإمكانات المتاحة.

وذكر أن موزمبيق أوضحت أنها ليست بحاجة لمساعدات حالياً، فيما شدد على أن المنظمات التركية جاهزة للقيام بما يلزم في حال ورود طلب من موزمبيق.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!