ترك برس

تناول تقرير بصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أساس حرص الإمارات على الانضمام إلى الحلف القائم في شرق البحر الأبيض المتوسط بين إسرائيل وإدارة جنوب قبرص الرومية واليونان، وعلاقة ذلك بتركيا.

واعتبر التقرير أن اللقاء الذي جمع يوم الجمعة الماضي في قبرص مسؤولين كباراً من الإمارات، إسرائيل، قبرص (الرومية)، واليونان، هو تحوّل يؤسس لولادة محور استراتيجي يضمّ الدول الأربع، ويبعث بشكل خاص برسالة إلى تركيا وزعيمها رجب طيب أردوغان. حسبما نقلت صحيفة "العربي الجديد".

وقدّرت أنه على الرغم من أن وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكينازي شدد في أعقاب اجتماعه بكلّ من وزيري الخارجية القبرصي الرومي نيكوس كريستودوليديس واليوناني نيكوس دندياس والمستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات أنور قرقاش، على ضرورة مواجهة التهديد الذي تمثله، إلا أن تركيا، تحديداً، حازت على الاهتمام الأكبر في اللقاء.

وأعادت الصحيفة للأذهان ما كتبته كلّ من أسلي ايدنتاسباس وسينزيا بيانكو، الباحثتين في "المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية"، حول أن الإمارات ترى أن التهديد الذي تمثله تركيا على مصالحها يفوق أي مصدر تهديد آخر، وضمن ذلك التهديد الإيراني، وأشارا إلى أن تفشي وباء كورونا واستراتيجية الضغط الأقصى التي مارسها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ضد طهران قلّصا من مخاطرها في نظر أبوظبي.

وبحسب الباحثتين، فإنه على مدى عقد من الزمان، تتصارع تركيا والإمارات على طابع النظام الجيوبوليتيكي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأشارتا إلى أن هذا الصراع بات يمتدّ من ليبيا إلى سورية. ولاحظت الباحثتان، كما تنقل الصحيفة، أن كلاً من أنقرة وأبوظبي تقفان دائماً على النقيض تماماً، عندما يتعلق الأمر بمواطن التوتر الإقليمية، وضمنها ليبيا، اليمن، وسورية.

وأشارت الباحثتان إلى أن أحداث "الربيع العربي" مهدت لتعاظم التوتر بين تركيا والإمارات وتناقض المصالح بينهما، فأبوظبي خشيت أن توظف أنقرة هذه الأحداث في تعزيز مكانتها في العالم العربي، سيما مع صعود أنظمة متقاربة أيديولوجياً مع أردوغان.

وأوضحت الصحيفة أن التحاق الإمارات بالحلف الإسرائيلي - القبرصي (الرومي) - اليوناني جاء لأن احتواء تركيا يُعدّ المصلحة المشتركة للأطراف الأربعة.

وأوضحت أن حرص الإمارات على الانضمام إلى الحلف الإسرائيلي – القبرصي (الرومي) – اليوناني، جاء فقط من أجل تعزيز المحور المعادي لتركيا في المنطقة، مشيرة في المقابل إلى أنه لم يعد يساور إسرائيل أي أمل باستعادة العلاقات الاستراتيجية مع تركيا، والتي انتهت في أعقاب أحداث "أسطول الحرية" في 2010.

ونوهت الصحيفة إلى أن إسرائيل تحرص على تعزيز علاقاتها بكل الدول التي تتبنى مواقف عدائية مع تركيا، والتي تشمل أيضاً عدداً من دول البلقان، مثل رومانيا، وبلغاريا.

واستذكرت الصحيفة أن إسرائيل فقدت بخسارتها الشراكة الاستراتيجية مع تركيا، سوقاً كبيراً لسلاحها، ولم يعد سلاحها الجوي يحظى بالتدريب في الأجواء التركية.

وأعادت الصحيفة للأذهان حقيقة أنه عندما التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في نيقوسيا في 2016 بكلّ من الرئيس القبرصي (الرومي) والرئيس اليوناني، وأعلنوا تدشين محور استراتيجي جديد، أوضحوا أن العضوية في هذا المحور لن تكون مقتصرة على الدول الثلاث وأنه سيتم الترحيب بأية دولة معنية بالانضمام إليه.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!