ترك برس

أكّد رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية "خالد خوجا" أنّ الدّعم العسكري التركي والسعودي من الشّمال والجنوب، ساهم بشكلٍ كبير في تقدّم قوات المعارضة السورية (الجيش السوري الحر) في عدد من المناطق داخل الأراضي السورية، وذلك في تصريحاتٍ أدلى بها لصحيفة "حرييت" التركية أثناء زيارةٍ قام بها إلى العاصمة الأمريكية "واشنطن" لبحث آخر التّطوّرات الميدانية والسياسية المتعلّقة بالقضية السورية مع المسؤولين الأمريكيّين.

وأفاد خوجة بأنّ زيارة الرّئيس أردوغان الأخيرة إلى العاصمة السعودية "الرّياض" ومباحثاته مع المسؤولين هناك بشأن القضية السورية، انعكست بشكلٍ إيجابي على الوضع الميداني في الدّاخل السوري، وأنّ زيادة الدّعم العسكري لقوات الجيش السوري الحر من قِبل تركيا والسعودية، جاءت نتيجة اتّفاق بين قيادتي الدّولتين على ضرورة الحد من تواصل أعمال القتل الذي يمارسه النّظام السوري بحقّ الشّعب الأعزل.

كما أوضح خوجة أنّه سيتناول مع المسؤولين في الإدارة الأمريكية، مسألة إنشاء مناطق آمنة ومناطق حظر لطيران نظام الأسد، وذلك في المناطق التي تسيطر عليها قوات الجيش الحر، وأنّه تباحث مع وزير الخارجية الأمريكية "جون كيري" التفاصيل والأسباب التي توجب إقامة مثل هذه المناطق.

وتابع خوجة في هذا الصّدد قائلاً: "إنّنا نهدف من وراء إقامة مناطق آمنة عدّة أمور منها إقامة قيادةٍ مدنيّة في هذه المناطق وإخضاع القوات العسكرية المحاربة لإمرة هذه القيادة، بالإضافة إلى إعادة اللاجئين من دول الجوار وحمايتهم في هذه المناطق، إلى جانب تسهيل عملية إيصال المساعدات الإنسانية للأهالي المنكوبين وبدء الحكومة السورية المؤقتة إجراءاتها في المناطق المحرّرة".

كما بيّن في هذا السياق أنّ الإدارة الأمريكية بدأت في الأونة الأخيرة بمرونةٍ أكثر لمسألة إقامة مثل هذه المناطق، وأنّها تتدارس الموضوع بشكلٍ جدّي في هذه الفترة.

وتطرّق خوجة خلال معرض حديثه عن العمليات العسكرية الأخيرة والتي أثمرت عن سيطرة قوات الجيش السوري الحر على مدينة إدلب ومنطقة جسر الشّغور، قائلاً: "إنّ النّظام بدأ ينهار من الدّاخل وأغلب الضّباط الكبار الذين كانوا يقودون العمليات العسكرية والاستخباراتية فرّوا إلى خارج البلاد، ناهيك عن الضّباط الذين تمّت تصفيتهم من قِبل حزب الله لرفضهم تنفيذ أوامر الضّباط الإيرانيين الضّالعين في الحرب ضدّ الشّعب السوري".

وفي هذا السياق صرّح خوجة بأنّ القوات الأسدية بدأت بالانسحاب إلى المناطق الساحلية، حيث أخلت معظم الدّوائر الحكومية في حلب، آخذةً معها العديد من الآثار والقطع الثّمينة.

وأضاف خوجة أثناء سرده تفاصيل ما يدور من أحداث داخل الحلقة الضّيقة المحيطة بالأسد ونظامه قائلاً: "لقد تمّت تصفية 5 أشخاص بارزين من عائلة الأسد خلال الشّهرين المنصرمين من قِبل عناصر حزب الله والضّباط الإيرانيّين، وذلك لأسباب منها محاولة الانقلاب على النّظام وعدم الامتثال لأوامر القادة الإيرانيّين العاملين في سوريا".

وحول التّدخّل الإيراني المكثّف في الحرب ضدّ الشّعب السوري، أفصح خوجة عن أنّ إيران كانت موجودة منذ بدء الأحداث في سوريا، إلّا أنها كثّفت من وجودها عقب تسلّم الملك سلمان مقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية وإعطائه الأمر ببدء حملة عاصفة الحزم ضدّ الحوثيّين الموالين لإيران في اليمن، بالإضافة إلى مشاركة عدد من دول الخليج في هذه الحملة وإعلان تركيا استعدادها لتقديم الدّعم اللازم من أجل إنجاح حملة عاصفة الحزم، حيث شعرت إيران بضرورة الحفاظ على نفوذها في سوريا عقب هذه الحملة.

وردّاً على سؤالٍ حول إمكانية التّفاوض مع نظام بشار الأسد، أوضح خوجة أنّ النّظام يرفض أي حلٍ سياسي يؤدّي إلى وقف العنف في سوريا، مُضيفاً في الوقت ذاته أنّ تضييق الخناق العسكري ضدّ قوات الأسد وحصرهم في مناطق ضيّقة، سيجبر النّظام على تقديم التّنازلات والجلوس حول طاولة المفاوضات.

وفي سياقٍ متّصل أكّد رئيس هيئة الأركان الأمريكية الجنرال "مارتن دمبسي" أنّ الإدارة الأمريكية تجري مباحثات منذ مدّة مع مسؤولين أتراك وأوروبيّين، بشأن إقامة مناطق آمنة داخل الأراضي السورية.

كما ادّعى نائب رئيس حزب الشّعب الجمهوري التركي "غورسيل تكين" أمس بأنّ القوات التركية ستشنّ خلال اليومين القادمين حملةً عسكرية برية داخل الأراضي السورية، ودعا رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إلى تقديم إيضاحات بهذا الشأن، الأمر الذي أثار شكوكاً عديدة حول احتمال حدوث تغيّرات مفاجئة على الصّعيد السوري خلال الفترة القادمة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!