ما زال دعم تركيا مستمرًا تجاه اللاجئين

قبيل الانتخابات التركية وبعدها ارتفع مستوى التوتر والقلق لدي اللاجئين العرب في تركيا وعلى وجه الخصوص اللاجئين السوريين المتواجدين بأعداد كبيرة في تركيا، وبعد صدور نتائج الانتخابات وتبيان عدم قدرة حزب العدالة والتنمية على تأسيس حكومة بمفرده ارتفع مستوى التوتر والقلق لدى اللاجئين، وتقديراً من الحكومة التركية لحساسية اللاجئين وتوترهم وقلقهم خرج عدة مسؤولين من حكومة حزب العدالة والتنمية، التي ما زالت على رأس الحكم، معلنين بأن حزب العدالة والتنمية سواء كان في حكومة بمفرده أو في حكومة ائتلافية فإن لن يتخلى عن موقفه تجاه الاجئين.

وأكد وزير الأوقاف الدينية "محمد سونماز" عقب صدور نتائج الانتخابات بيومين، بأن "تركيا لن تتخلى عن موقفها الإنساني تجاه السوريين، وأن الأطفال السوريين أمانة في أعناقنا لن نتركهم ليموتوا غدراً تحت نيران الغدر".

وكما أكد نائب رئيس الوزراء في حكومة العدالة والتنمية "بولنت أرينتش"، في تصريح صحفي له على قناة أ تي في التركية، بأن "حكومة العدالة والتنمية لن تغلق أبوابها أبداً أمام وجوه اللاجئين لتركيا، وليطمئن جميع اللاجئين من جميع الجنسيات، لأننا، كتركيا، ورثنا الأصالة من جدودنا، الأصالة التي تدعونا إلى مساعدة جميع من احتاجنا مهما كانت هويته وجنسيته، لن نتخلى عن سياستنا الإنسانية تجاه اللاجئين إطلاقاً وسنستمر في دعمهم وتوفير المأوى لهم سواء كنا بمفردنا في الحكومة أو كنا متحالفون مع أحزاب أخرى".

وفي خطاب صحفي ألقاه رئيس الوزراء "أحمد داود أوغلو" اليوم، 16 ـ 06 ـ 2015، أعرب" عن استعداد حكومته مناصرة المظلوم والمحتاج أينما كان، نحن حكومة تؤمن بالمبادئ الإنسانية وسنستمر بإيماننا عن طريق مناصر إخواننا اللاجئين الذي لجؤوا إلينا، لن نتخلى عنهم وسنزيد دعمنا لهم".

ولم تقف سياسة تأكيد تركيا على استمرار نهجها بخصوص المساعدات الإنسانية للاجئين على الخطابات السياسية فقط، فقد تُرجمت جميع هذه الخطابات السياسية بشكل واقعي في الميدان، حيث قامت تركيا، بعد الانتخابات، رسمياً بفتح معبر "باب الهوى" "جليفه غوزو" أمام اللاجئين السوريين بتاريخ 12 يونيو 2015 كتأكيد منها على استمرارها في دعم الإنسانية، واستمر تدفق اللاجئين السوريين بعد فتح باب الهوى إلى تركيا وحسب الإحصاءات التركية الرسمية فقد وصل عدد اللاجئين الذين دخلوا لتركيا لغاية الأن أكثر من 2800 لاجئ.

ولتأمين المستلزمات الصحية والخدماتية لهؤلاء اللاجئين أكدت إدارة الكوارث والطوارئ التركية أنها أعلنت حالة الطورائ داخل كوادرها ودفعت بهم إلى الحدود السورية التركية للاعتناء بالعدد الضخم من اللاجئين السوريين وتوفير لهم كل ما يلزمهم من مستلزمات صحية وخدماتية وعلاجية.

وتأكيداً على الدور الإنساني "للمجتمع التركي" قام المسؤولون الإداريون والمحليون في محافظة شانلي أورفا بالتشاور فيما بينهم، بعد إغلاق معبر "باب الهوى" أمام اللاجئين السوريين، واتفقوا على ضرورة استمرار فتح المعبر أمام اللاجئين لإنقاذهم من نيران الحرب الشديدة وأبلغوا الجهات العليا على رغبتهم "الشديدة" في فتح المعبر، وبناءً على هذا الطلب قامت السلطات العليا بالموافقة على فتح المعبر؛ وهذا الدور يبين مدى وعي المجتمع التركي "الإنساني" الذي لا يتعلق بحكومة سياسية معينة وإنما يتعلق بمبدأ المساعدة الراسخ لدى المجتمع التركي.

ولزيادة طمأنة اللاجئين ولترسيخ قناعتهم بأن تركيا مازالت الواجهة الحاضنة والمستقبلة لهم سيقوم رئيس الدولة "رجب طيب أردوغان" في 20 حزيران/ يونيو بزيارة مخيمات اللاجئين في منطقة ميديات التابعة لمدينة ماردين، وتعتبر هذه الزيارة أول زيارة داخلية يقوم بها أردوغان بعد الانتخابات، وكما أنه سيتخلل الزيارة برنامج إفطار خاص يجمع الرئيس أردوغان واللاجئين السوريين المقيمين في تلك المخيمات، ويُذكر بأن هذا الإفطار أول إفطار خاص سيقوم به الرئيس أردوغان خارج قصره.

بعد التصريحات الواضحة والمطمئنة من قبل المسوؤلين في الحكومة وبعد الخطوات العملية التي قامت بها تركيا من خلال استقبال أعداد هائلة من اللاجئين وبعد قيام أردوغان، كأعلى رأس سلطة في الدولة، بتخصيص أولى زيارته الداخلية للاجئين وجعل أول إفطار خارجي له معهم، بات من الواضح جداً بأن تركيا ما زالت مستمرة في سياستها الإنسانية تجاه دعم اللاجئين واستقبالهم وتوفير المأوى والعلاج والعيش لهم.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!