ترك برس

عقب الامتداد الكردي المتمثّل بحزب الاتحاد الديمقراطي السورية (PYD) وعناصر تنظيم حزب العمال الكردستاني (PKK) المدعومين بغطاء جوي من قِبل قوات التحالف الدّولية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، ولخشية القيادة التركية من محاولات إنشاء الدّولة الكردية في المناطق الشمالية لسورية، ونقلت صحيفتي يني شفق وخبر 7 عن بدء الجيش التركي بالتحضير للعملية العسكرية المحتملة خلال أيام، وذلك بأمر من القيادة السياسية.

وذكرت الصحيفة أنّ هذه الخطوة تأتي عقب تلقّي الاستخبارات التركية أنباء تفيد بوجود مشروع إقامة ممر كردي يصل منطقة شمال العراق بالبحر الأبيض المتوسط، وذلك مروراً بالمناطق التي يسكنها غالبية التركمان والعرب من مواطني سوريا.

وبعد الاجتماعات الأمنية والعسكرية المكثفة التي شهدتها العاصمة التركية أنقرة بين كل من رئيس الجمهورية "رجب طيب أردوغان" ورئيس الوزراء "أحمد داود أوغلو" ورئيس جهاز الاستخبارات "هاكان فيدان"، أبلغت القيادة السياسية تعليماتها لرئاسة هيئة الأركان التركية بخصوص تجهيز خطة عسكرية لدخول الجيش التركي إلى الأراضي السورية من أجل منع إقامة مثل هذا الممر وإنشاء مناطق عازلة بين سوريا وتركيا على مسافة تقدّر بـ 110 كيلومتر وبعمق يتراوح بين 28 إلى 33 كيلومتر، حسبما أوردت الصحيفة.

وزعمت الصحيفة أنّ الحملة العسكرية التي يتمّ الإعداد لها تهدف كذلك إلى وقف زحف عناصر تنظيم الدّولة (داعش) التي اتجهت نحو مدينة "مارع" بالتوازي مع قوات النظام السوري، وتأتي هذه الخطوة لمنع وقوع مأساة إنسانية في هذه المنطقة نتيجة ممارسات داعش والنظام وبالتالي للحيلولة دون نزوح المزيد من المواطنين السوريين نحو الأراضي التركية، حيث تمّ إقرار إقامة دروع وقائية على أطراف هذه المنطقة.

وأشارت إلى أنّ من بين الأهداف الكامنة وراء هذه الحملة هو رغبة وإصرار الحكومة التركية منع سقوط منطقة جرابلس في يد تنظيم الدّولة داعش أو في يد عناصر تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (PYD) وإبقاء هذه المنطقة بيد الجيش السوري الحر وإعلانها منطقة آمنة.

ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية واستخباراتية أنّ مختصين من هيئة الأركان التركية وأجهزة الاستخبارات، سينتهون من إعداد خطة الحملة العسكرية خلال مدة أقصاها 4 أيام.

وبحسب الأنباء الواردة من تلك المصادر فإن قوام الجيش التركي ستكون بحدود 18 ألف مقاتل حيث سيقومون بإقتحام الأراضي السورية من جهتين إثنين، قسم منهم سيدخل عبر بوابة قارقاميش وأونجو بينار، حيث ستتحرك القوات بشكل منسق وبوقت واحد.

إلى جانب هذا قامت أجهزة الاستخبارات التركية بتزويد السلطات العسكرية بمعلومات عن 46 فرقة مقاتلة (بما فيهم تنظيم داعش) منفصلة عن بعضها البعض، حيث قامت أجهزة الاستخبارات بإعداد دراسة شاملة عن تحركاتهم وقدراتهم العسكرية.

وعلمت المصادر الصحفية أن المسؤولين الأتراك تباحثوا حول خيارين اثنين فيما يخص الأزمة السورية، ففي الخيار الأول ستقوم القيادة التركية بأخذ الموافقة الدولية من أجل إقامة مناطق عازلة في الشمال السوري، ولهذا الغرض سيتمّ التباحث مع قيادات دول قوات التحالف والولايات المتحدة الأمريكية، وذلك على غرار القرار الذي تمّ اتخاذه أثناء نقل ضريح سليمان شاه قبل عدّة أشهر، وفي حال نجحت تركيا في الحصول على الموافقة، فإنّ القوات التركية ستتمركز في المناطق السورية لمدّة عامين على الأقل.

ويتمثل الخيار الثاني حسب الصحيفة في النموذج اللبناني، حيث تعتزم القيادة التركية طرح النموذج اللبناني في حال عدم قدرتها الحصول على الموافقة الدّولية للحملة، حيث ستقوم بتذكير الأمم المتحدة بقيام إسرائيل إنشاء منطقة عازلة لها في جنوب لبنان بمعزل عن القرار الأممي وذلك لردع خطر عناصر حزب الله ضدّ أراضيها.  

وعلى الصعيد السياسي، ذكرت الصحيفة أنّ القيادة التركية قامت بإبلاغ خطتها العسكرية إلى قيادات قوات التحالف الدّولي وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، كما تقوم وزارة الخارجية التركية عن طريق دبلوماسييها بشرح مفصل عن تداعيات الحملة العسكرية الوشيكة ضدّ مواقع داخل الأراضي السورية، حيث عقدت الدبلوماسية التركية اجتماعات مع المسؤولين الأمريكيين وقامت بالاتصال بالنظام السوري عن طريق الدبلوماسية الإيرانية، حيث بعثت برسالة إلى النظام توضح فيها أنّ التدخل العسكري التركي في سوريا لا يستهدف وحدة الأراضي السورية، إنما يهدف لإحلال الأمن والاستقرار في المناطق الشمالية.

ويرى محللون عسكريون وسياسيون أنّ الحملة العسكرية التي ستشنها القوات التركية، ستكون بمثابة إثبات حقيقي لعدم صحة الادعاءات التي يطلقها بعض الأطراف المعادية للدّولة التركية سواء في الداخل والخارج حيال تقديم السلطات التركية الدّعم لعناصر تنظيم الدّولة.

وكانت بعض الجهات قد أطلقت تصريحات بحدوث اختلافات في الآراء حول الحملة العسكرية بين قيادة الأركان التركية والقيادة السياسية، وأنّ رئيس هيئة الأركان "نجدت أوزال" رفض التدخل البري في سوريا قبل انتهاء ولايته، غير أنّ الأخير أصدر بيانا رسميا نفى فيه كل هذه الادعاءات وأكّد جهوزيته التامة لتنفيذ القرارات الصادرة من القيادة السياسية.

هذا وقد صرّح وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو: “لدينا اجتماع هام لمجلس الأمن القومي. وسنقوم بالتوضيحات اللازمة بعد الانتهاء من الاجتماع”.

الجدير بالذكر أنّ الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" كان قد أوضح استحالة سماح تركيا بإنشاء دولة كردية في الشمال السورية، وأنّ تركيا ستعرقل هذا المشروع مهما كانت تكلفة ذلك.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!