أوفق اولوطاش -  صحيفة أكشام - ترجمة وتحرير ترك برس

يستخدمون كلمة السلام ويقتلون الناس، يعاملون السوريين الهاربين من الحرب معاملة مرضى الجذان، ويثبتون في تصرفاتهم "كراهية الأجانب"، ثم يأتون الآن ليعطوا دروسا في الوجدانية والإنسانية على حساب طفل اسمه آيلان.

نعم، اليوم أصبح النفاق في كل العالم، وفي بلادنا أيضا منتشر بقوة، يكتبون وهم مصابون "بكراهية الأجانب"، ويتحدثون ويقدمون الوعود في الحملات الانتخابية لإعادة السوريين واللاجئين من حيث أتوا، ومنهم المثقفين والسياسيين والأدباء والشعراء، والآن يريدون إعطاء دروس في الإنسانية، ومنهم من يرتكز على الأعمال الارهابية التي يقوم بها حزب العمال الكردستاني، ويستخدمون الارهاب، ثم يخرج علينا حزب الشعوب الديمقراطي ليتحدث عن السلام.

وآيلان، ما هو إلى طفل واحد من مئات الاف الأطفال الذي قتلهم ظلهم الأسد، آيلان مات وهو يحاول الهروب من بطش الأسد، بينما مات عشرات الآلاف الآخرين من الشعب السوري تحت قصف الأسلحة الكيماوية والبراميل المتفجرة، وكانوا قربانا لآلة قتل الأسد التي لاحقتهم في الأزقة وفي الطرقات وفي الأسواق، وفي مراكز البيع وفي بيوتهم، وآلاف آخرون ماتوا أثناء محاولتهم اللجوء في الدول الغربية، ليثبتوا بنا أنّ الانسانية قد ماتت.

المسؤول عن قتل اللاجئين السوريين الرئيسي هو بشار الأسد، وكل سياسي ذهب إليه ويدعمه، وكل إعلامي يروج له ولنظامه ولجيشه، وكل سياسي ألقى الكلمات والأوصاف على اللاجئين السوريين، ولم يكتفوا بذلك، وإنما وصل الأمر إلى أنْ يريد التنظيم الموازي تدفيع ثمن دماء آيلان للرئيس اردوغان الذي يسعى لكل ما أوتي من قوة من أجل حقن الدماء وإنهاء الظلم في المنطقة.

اردوغان هو أكثر من عبّر بجملة إنسانية إلى والد الطفل الفقيد، حينما قال له "ليتكم لم تعبروا عبر البحار وبقيتم بيننا حتى نستمر في ضيافتكم وخدمتكم"، وكيف ينتقدون اردوغان وتركيا هي التي استقبلت أكثر من 2 مليون لاجئ سوري، في الوقت الذي لم تستقبل فيه كل أوروبا سوى 200 ألف لاجئ.

ويأتي حزب الشعوب الديمقراطي ليتعاون مع ارهاب حزب العمال الكردستاني الذي لم يميز بين طفل وامرأة، بين جندي ومدني، ويتعاون مع حزب الشعب الجمهوري والتنظيم الموازي فقط من أجل معاداة حزب العدالة والتنمية، وتحقيق مكاسب انتخابية، هؤلاء جميعا لوثوا كلمة "السلام"، فكيف لهم أنْ يتحدثوا عنه؟

السلام الذي يتحدثون عنه، هو حلم حزب العمال الكردستاني بتحقيق "حكم ذاتي" يستند إلى السلاح وإلى القوة، والسلام الذي يستخدمونه يريدون من خلاله كسب مزيد من الأصوات لصالح حزب الشعوب الديمقراطي، ويصفون "احتلال" تنظيم العمال الكردستاني للمناطق الكردية وقتله للأكراد "حق للشعب في الدفاع عن نفسه"، وباختصار، ما يتحدثون عنه يهدفون من خلاله لتسليم الشرق تركيا وجنوب شرقها لحزب العمال الكردستاني.

يهتفون للسلام ويقتلون الناس، يقولون السلام ويعملون على جعل الارهاب أمرا مشروعا، هذا نفاق أزكم أنوفنا.

عن الكاتب

أفق أولوطاش

كاتب في صحيفة أكشام


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس