مروة شبنم أوروتش - صحيفة يني شفق - ترجمة وتحرير ترك برس

من الطبيعي أن تتأثر تركيا بمجريات الأحداث التي تعصف في المنطقة، الربيع العربي ومن ثم الثورة السورية ومن ثم تحولها لصراع بين القوى الكبرى وحرب بالوكالة بين أطراف الصراع، فمن الطبيعي أن تتأثر تركيا بكل هذه التطورات التي طرأت على المنطقة. وكلنا يعلم أن تركيا قامت من أجل الحفاظ على أمنها السياسي والاقتصادي بمبادرات سياسية للضغط على النظام السوري لعمل بعض الإصلاحات الديمقراطية للحيلولة دون قيام ثورة في سوريا إلا أن النظام أصر على قمع الشعب الأعزل في سوريا، ومن ثم اتخذت تركيا موقفا بجانب الشعب السوري المظلوم فدخلت في مجموعة أصدقاء الشعب السوري مع 114 دولة واعتبروا أن المجلس الوطني السوري المعارض هو الممثل الشرعي والوحيد  للشعب السوري.

إن التغيرات التي طرأت على السياسة المتبعة في الساحة السورية من إنهاء لمجموعة أصدقاء سوريا وطريقة عمل وسائل الإعلام في تناول القضية ومحاولة إقحام تركيا في المستنقع السوري تشير في نهاية المطاف إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية قد غيرت سياستها إتجاه القضية السورية.

وفي الساحة التركية نرى أن المحسوبين على جماعة فتح الله غولن بما يمثلونه من وسائل إعلامية  تقف مواقف معادية لرئيس الجمهورية و للحكومة التركية وفي المقابل يدافعون عن النظام السوري. كما تقوم هذه الجماعة بمحاولة فرض رأي عام يشير إلى أن تركيا تتجه لأن تكون مثل إيران، على الرغم من أن الكل يعلم أن جماعة غولن عقدت تحالف مصالح مع جيش الإمام الإيراني، ومن جانب آخر نرى أن جماعة غولن تلعب دورا من أجل إفشال كل محاولات السلام وإنهاء الإرهاب، كما بدأت تظهر عداوتها للتوجهات السياسية التركية وتحاول تشويهها.

ومن جانب آخر فإن كثيرًا من القوى تسعى إلى إقحام تركيا في المستنقع السوري، عدا عن المحاولات الكثيرة لإثارة الفتن داخل المجتمع التركي، إضافة إلى محاولات كثيرة لتغيير الواقع في تركيا والتي أدت في النهاية إلى ظهور عمليات تخريبية داخل الشارع التركي.

إن استمرار الصراع بين القوى العظمى لن يأتي بالهدوء على المنطقة على المدى القريب، وعلى الرغم من كل ذلك استطاعت تركيا الحفاظ على الأمن الداخلي ومنعت انتشار بوادر إشعال الفتن الطائفية والعرقية في تركيا كما استطاعت تركيا المحافظة على مكتسباتها الاقتصادية في ظل أجواء الحروب المحيطة بها. باختصار نستطيع القول إن الحكومة التركية استطاعت تجاوز الكثير من التحديات ومحاولات الانقلاب ومحاولات المس بالأمن الداخلي التركي على الرغم من كل المحاولات التي باءت بالفشل.

إذا مع كل هذه المعطيات هل ستقوم حرب عالمية ثالثة؟ الجواب لا أعتقد أن حربًا عالمية ثالثة ستقوم بل أتوقع أن تستمر الحروب بالوكالة كما يحدث الآن في سوريا، بل قد يتم تطوير استراتيجيات جديدة لحروب غير نظامية بين القوى العالمية والإقليمية.

عن الكاتب

مروة شبنم أوروتش

كاتبة في صحيفة يني شفق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس