ترك برس

كانت النار أهم العناصر التي استخدمها البشر قديمًا للحماية من البرد ومكافحة الحيوانات وطبخ الطعام كما في الحاضر. وكان الناس يحترمونها كتعبير عن شكرهم على البركة والخدمة التي تقدمها لهم. وكذلك كان الأتراك في آسيا الوسطى، كانوا يقدسون النار ويعتقدون أنها جاءت من السماء وأنها طاهرة وتحميهم من الأرواح والناس الشريرة، وغالبا ما كان الذين يعودون من السفر أو من أرض المعركة يقفزون فوق النار لتنظيف أرواحهم كما كانت الحيوانات تقفز أو تمر بين النار.

تقول الروايات والأساطير القديمة إن الأتراك في آسيا الوسطى، هزموا وقتل وأسر الكثير منهم، والذين هربوا من أيدي الأعداء لجؤوا إلى جبل أرجنكون المحاط بالحديد، وللخروج منه أذاب الأتراك الجبل بمساعدة النار، وهكذا زاد احترامهم للنار.

فالأتراك القدامى كانوا يؤمنون بأن النار لها روح واقية، وتخبرهم كل شي من المستقبل، ولذلك هم لا يطفؤون النار بالماء أبدا لأنهم لو أطفؤوها هذا يعني أن المصائب ستصيبهم.

يعدّ الأتراك النار كأنها من الإنسان، وأن من الضرورة إطعامها الطعام لإشباع روحها، ولذلك يذبحون الأضحية لأجلها. وإلى جانب النار كان "الموقد" مهما لدى الأتراك، لأنه يمثل العائلة، ووجود النار على الموقد هذا يعني أن هذه العائلة سعيدة جدا.

كما يتنبّأ الأتراك بما سيحصل في المستقبل من صوت النار، فمثلا، إذا كان صوت النار أثناء الاشتعال يشبه صوت الناس هذا يعني أن الضيوف سيأتون إليهم، وإذا كان صوته يشبه بصوت الرياح فهذا يشير إلى أن الجو سيكون باردا، وإذا كان يشبه صوت الصفير فإن روح النار تريد هدية منهم.

وبجانب النار هناك معتقدات حول الماء أيضا، فإن الأتراك يرون أن الماء شيء مقدس مثل النار. وهو أيضا يرمز للطهارة وعودة الحياة. ويؤمن الأتراك القدامى أن الإله قبل أن يخلق كل شي في العالم كان هناك تجمع ماء كبير باسم "تالاي".

وكان يعتقد بعض الأتراك أن الماء الحار يخرج من جهنّم وبجانبها الماء الطيب والعذب الذي يخرج من الجنة. وقد سكن الأتراك على امتداد التاريخ في المناطق القريبة من المياه.

وبعد ظهور الدين الإسلامي ومع زيادة أهمية الماء لدى الأتراك المسلمين، ولدت حاجة جديدة لتجميع المياه، فالأتراك لعبوا دورا هاما في انتشار وبناء النوافير والبرك والقنوات والخزانات في الأناضول وحتى في العالم كله.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!