ترك برس

يوجد في القاهرة عدد كبير من المساجد التي يعود تاريخ بعضها إلى مئات السنين، كما فيها "مقابر الآتراك" التي تضم أكثر من 30 شاهدا كُتِب عليها أسماء حولي 4500 شهيدا والذين استشهدوا في أثناء الدفاع عن الجبهة الفلسطينية خلال الحرب العالمية الأولى في بعام 1914.

وفي شارع محمد علي وسط القاهرة القديمة، تتجلى رمزية وأصالة فن العمارة في مسجد "الملكة صفية سلطان"، الذي أنشأه أحد مماليك الملكة التي سمي المسجد باسمها، وهي زوجة السلطان مراد الثالث ووالدة للسلطان محمد الثالث.

وهو كمسجد سليمان باشا بالقلعة صلاح الدين، يتكون من صحن مكشوف تحيط به أربعة أروقة تغطيها قباب محمولة على عقود ترتكز على أعمدة رخامية، وفي الحائط الشرقي لهذا الحصن توجد ثلاثة أبواب، وأهمها الأوسط منها، ثبت فوقه لوحة تذكارية كتب عليها أن هذا المسجد أنشئ بأمر من والدة "السلطان محمد خان" وعلى يد إسماعيل آغا ناظر الوقف سنة 1019 هجرية.

وتؤدي هذه الأبواب الثلاثة إلى حيّز مربع من الجانب الشرقي داخل القبة وبصدرها المحراب وإلى جواره منبر رخامي، وتغطي هذا المربع قبة كبيرة في الوسط تحيط بها قباب صغيرة محمولة على عقود حجرية ترتكز على ستة أعمدة من الجرانيت.

وتحيط بدوائر قبة القبة الكبيرة شرفة لها درابزين من الخشب، فتحت فيها نوافذ محلاة بالزجاج الملون. وتقع دكة المبلغ فوق الباب الأوسط في مواجهة المِحْراب، وهو محمول على عمودين من الرخام وله درابزين من الخشب. وقد بني المسجد مرتفعا عن مستوى الطريق، ويتسم بالبساطة التامة، وأمام كل باب من أبوابه سلم دائري ضخم، ومئذنته على الطراز العثماني وهي إسطوانية ولها دورة واحدة، وتنتهي بسملة مخروطية.

وقد أعرب محمد حسين أحد سكان شارع محمد علي في حديث لوكالة الأناضول، عن افتخاره سكان المنطقة بوحود مسجد الملكة صفية في شارعهم، مضيفا ان "الناس هنا يعتبرون المسجد تحفة فنية رائعة، ويشعرون بالفخر لوجوده في شارعهم، وإن كان الكثير منهم لا يعرف من هي الملكة صفية".

وفي شارع الحين بميدان "باب الخلق" يقع مسجد "يوسف أغا الحين"، وهو أحد أمراء الشراكسة، والذي توفي في عام 1646. وقد بُنِي هذا المسجد العثماني على الطراز المملوكي.

وهذا المسجد عبارة عن مجموعة من المنشآت أساسها المدرسة ولها ملحق فيه سبيل يعلوه كتاب، ومن ثم توجد للمبنى ثلاث واجهات، الواجهة الغربية التي تطل على الخليج المصري، والواجهة الشمالية والواجهة الشرقية. ولكل واجهة باب مدخل منه.

وفي غرب القاهرة مسجدان عثمانيان، مسجد "سنان باشا" ومسجد "مصطفى جورجي ميرزا". يُعد مسجد سنان باشا ثاني مسجد أُنشِئ في العهد العثماني في القاهرة بعام 1571، يبلغ طوله 35 مترًا، وعرضه 27 متر، وتتوسّطه قبة مركزية كبيرة محاطة بثلاث إيوانات من الجهات الشمالية والجنوبية والغربية.

أما مسجد مصطفى جوريجي ميرزا، فقد أنشئ بأمر من الأمير مصطفى بن الأمير يوسف جوريجي في العهد العثماني بعام 1698، وحيث أنه يقع في شارع ميرزا ببولاق في القاهرة.

يتكون المسجد من شكل مستطيل يتوسطه صحن مربع وتحيط به الأروقة من جميع الجهات. وهو عبارة عن مساحة مستطيلة يتوسطها صحن مربع تحيط به الأروقة من جميع الجهات. وحيث أنه من المساجد المعلقة ويتم الصعود إلى مدخله عبر السلالم.

وفي وسط القاهرة يقع مسجد "سيدي عقبة بن عامر"، والذي أنشأه الوالي العثماني محمد باشا في عام 1655، وأطلق اسم للجامع اسم الصحابي عقبة بن عامر بن الجهني.

والمسجد عبارة عن رواقين تتوسطهما ثلاثة عقود محمولة على عمودين من الحجر، ولكن سقفه الخشبي مزين بنقوش ملونة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!