أحمد تاشكاتيران - صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس

لاحظنا كلنا أن حكومة داود أوغلو، وكحكومة لحزب العدالة والتنمية، وبرغم أنها مستمرة بالحُكم منذ ثلاث سنوات إلا أنها تعمل بدون كلل أو ملل، وأداؤها لم يشوبه التعب أو الإرهاق.

بل على النقيض تماما نرى حكومة نشطة جدا وتتحرك بفعالية قوية. وهنا وأيضا بلا شك أن أهم أسباب ذلك هو أحمد داود أوغلو الذي يقود هذه الحكومة.

كما أسس الطيب أردوغان بخصائصه القيادية حزب العدالة والتنمية بصورة مختلفة، فإن اختياره الآن لأحمد داود أوغلو بصفاته الشخصية الخاصة به، سيساعد على أداء ممتاز للحكومة الجديدة وهو ما نلاحظه الآن.

المسؤولية التي تحملها داود أوغلو أحد رجال "حلم تركيا" مسؤولية عظيمة، والمسؤولية الأهم هي تحقيق "حلم تركيا" على أرض الواقع، لذالك عليه الإيمان أولا بقدرته على تحقيق ذلك الحلم، وبإيمانه بذلك سيملك إرادة قوية تساعده على حمل كل هذه المسؤوليات.

وأنا على قناعة تامة أن داود أوغلو قد فعل ذلك قبيل استلامه لمهمة رئاسة الوزراء. ثم استلم منصبه الجديد وبدأ بتطبيق ذلك.

داود أوغلو أوجد روح 2023 لتكوين "الدولة التركية العالمية". ومن منا لا يريد أن نعود إلى الدولة العالمية التي أسسناها على هذه الأرض في الماضي؟

متأكد تماما أن حب داود أوغلو لتركيا، سيساعده على تقديم أفضل أداء كرئيس للوزراء، ليساهم بتحقيق "حلم تركيا".

ومتأكد أن حلم تركيا الذي يمثله أحمد داود أوغلو، سيقوده الطيب أردوغان، وبالتالي سنسير سويا من خلال رئاسة الجمهورية ومن خلال رئاسة الوزراء بنفس الطاقة وبنفس الجهد وبنفس الحماس من أجل الوصول إلى هدفنا وتحقيق حلمنا.

نعم، استلم حزب العدالة والتنمية فترة الحُكم لمدة طويلة، وحكومة داود أوغلو أخذت ذلك بعين الاعتبار، فهي تسير على الأرضية التي بناها حزب العدالة والتنمية، ولكن في نفس الوقت تخرج لنا صورة وكأنها تخرج بنا إلى طريق جديد.

يوم أمس وبعد اجتماع مجلس الوزراء تابعت بولنت أرينتج المتحدث باسم الحكومة، فبرغم أنه من المؤسسين القدامى، وبرغم انه سيدخل ضمن الذين تنطبق عليهم قاعدة الثلاث فترات، إلا أنني رأيته بنشاط وهمة وعزيمة غير مسبوقة.

تحدث أردوغان في خطاب الشُرفة بعد انتخابه لرئاسة الجمهورية التركية قائلا: "قد يكون عرقنا مختلفا، مذاهبنا مختلفة، ديننا مختلف، ثقافتنا مختلفة، لكننا كلنا ننتمي إلى تركيا التي تجمعنا وتضمنا"، وهذا ما أكد عليه داود أوغلو عندما قال "نحن كلنا ننتمي لتركيا"، ليحددا بذلك لغة الحكومة الجديدة المتعلقة بوحدة الشعب والأرض.

أعتقد أن داود أوغلو سيعمل جاهدا للوصول إلى أكبر وأوسع أرضية مجتمعية تؤسس لـ"حلم تركيا"، والتواصل مع المعارضة يدخل ضمن هذا الإطار، وكذلك التواصل مع الصحافة والإعلام. بينما حساسيته تجاه عملية السلام بدأت واضحة المعالم منذ أيامه الأولى كرئيس للوزراء. مع هذا فإن زعيم حزب المعارضة لم يفهم ولم يعرف حتى الآن الطريقة الأمثل للتواصل مع رئيس الوزراء داود أوغلو. وهنا أعتقد أن أكثر الأمور حساسية بالنسبة لداود أوغلو هي مواضيع "الأخلاق السياسية" و"التماسك السياسي".

أما انسجام عمل أردوغان مع داود أوغلو فقد ظهر منذ البداية، وبدأت موجات الحماس والنشاط والهمة تبدو واضحة على عملهم جميعا.

نعم هي حكومة جديدة لحزب العدالة والتنمية، وسيستمر داود أوغلو بهذه الحماسة والقوة ليقود المجتمع إلى التقدم والتحضر أكثر فأكثر.

عن الكاتب

أحمد تاشكاتيران

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس