غونغور منغي - صحيفة وطن - ترجمة وتحرير ترك برس

في الأيام الماضية لاحظنا ردة فعل تحتوي لغة تهديد من أحد قادة حزب العمال الكردستاني وهو "مراد كارايلان" الموجود في جبل قنديل.

والهدف من هذا التهديد هو التعرّض للمنطقة العازلة المحتمل إنشاؤها على الحدود التركية.

لا شك أن تركيا هي أكثر الدولة المتضررة من "جهنم سوريا". فالتكلفة المادية التي تدفعها تركيا لسد حاجيات اللاجئين الهاربين من الحرب تؤثر بصورة سلبية على الأمن القومي التركي وكذلك على الاستقرار الاقتصادي.

تكوين منقطة عازلة على الحدود سيفيد الدولة المستضيفة وكذلك سيكون مفيدا للضيوف لتوفير الأمن والصحة والغذاء لهم. وتجربتنا من حرب الخليج تثبت ذلك.

لكن خروج "كارايلان" الأخير بذلك التصريح ذكرني بالمثل القائل "الماعز تحتضر وتصارع الموت، واللحام ينظر إلى لحمها"*.

"مراد كارايلان" قال في تصريحه المقتضب :"الحديث عن تكوين منطقة عازلة على الحدود هو أمر خطير. منطقة عازلة تعني احتلال كردستان. وتكوين هذه المنقطة بالنسبة لنا يعني إعلان حرب ضد كل الشعب الكردي". وأضاف "وحدوث ذلك يعني انتهاء عملية السلام".

من طرف يخرج علينا السياسي الكردي "خطيب دجلة" ليقول أن الأكراد لا يبحثون عن الانفصال والاستقلال، ومن طرف آخر نشاهد الهجمات الإرهابية بالمولوتوف في جنوب شرق البلاد.

ما هي نية حزب العمال الكردستاني الحقيقية؟ علينا فعليا أن نبحث عن هذه الإجابة.

ما الهدف من هذه الأحاديث في الوقت الذي تسير فيه عملية السلام بخطوات مهولة إلى الأمام؟ وهل تسميم الأجواء بهذه الهجمات الإرهابية يمر رغما عن "أوجلان" و"كارايلان"؟.

دعونا نكون صادقين مع أنفسنا.

بالأمس كتبت صحيفة "فاينانشال تايمز" عن أن نجاحات القوات المسلحة الكردية في تصدّر مشهد الحرب ضد داعش، أكسبها مشروعية لم تحصل عليها من قبل من الدول الغربية.

فهل يحلم حزب العمال الكردستاني باستخدام هذا النجاح كورقة ضغط على طاولة المفاوضات؟

أتمنى أن لا يصبح من قال "لا مفاوضات مع الإرهاب" على حق!


* "الماعز تحتضر وتصارع الموت، واللحام ينظر إلى لحمها": هو مثل تركي يُضرب في الواقعة التي يكون فيها الشخص قد سقط في وضع سيء للغاية وتضرر جدا من هذا الوضع، ثم يستفيد من ذلك صاحبه دون اعتبار لجروحه وآلامه،  بل يستثمرها لمصلحته الشخصية.

 

عن الكاتب

غونغور منغي

كاتب في صحيفة وطن


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس