ترك برس

أعقبت تفجير أنقرة الإرهابي إجراءات أمنية مشددة أدت إلى اكتظاظ الشوارع القريبة من ميدان كيزيلاي الذي تعرض للانفجار، بأفراد القوات الأمنية التي أغلقت كل الطرق المؤدية إلى الميدان وأعلنت إغلاقه ليوم كامل، وفي تلك الأثناء كانت هناك قمة أمنية رفيعة المستوى تجري في أروقة رئاسة الوزراء.

استغرقت القمة الأمنية ساعتين، وانتهت بتصريحات وزيري الداخلية "آفكان ألا" والصحة "محمد مؤذن أوغلو"، حيث تحدث ألا عن الإجراءات الأمنية التي سيتم اتخاذها في الفترة المقبلة، وأعلن مؤذن أوغلو عن عدد القتلى والجرحى الذين سقطوا ضحايا للانفجار الإرهابي.

لم يتطرق الوزيران إلى العديد من التفاصيل، ولم يُجيبا على الأسئلة الموجهة إليهم من الصحفيين، الأمر الذي أدى إلى لف بعض تفاصيل القمة الأمنية بالغموض، ليُسهب الإعلاميون والمحللون السياسيون بدورهم في محاولة فهم المزيد عنها.

عبد الله سلفي، الكاتب في صحيفة يني شفق المقربة للحكومة، أشار في مقاله"ما دار في القمة الأمنية" إلى أن تكرار هذه الهجمات يعني أن حزب العمال الكردستاني حوّل حربه من حرب جبال إلى حرب شوارع، والحرب الدائرة تشمله وحزب جبهة التحرير الثوري، وهي حرب انفصالية يهدف من خلالها حزب العمال الكردستاني إلى الانقسام عن تركيا، فيما تستهدف جهات دولية من خلال الحرب بالوكالة الدائرة ضرب مصالح تركيا، وعزلها عن بعض القضايا الإقليمية.

وأوضح سلفي أن الموضوع الأساسي الذي تم طرحه على طاولة القمة، هو الإجراءات الأمنية المتخذة لمحاربة عناصر حزب العمال الكردستاني على الصعيدين الداخلي والخارجي، منوّهًا إلى أن رئيس الوزراء أصدر قرارًا لقائد القوات الجوية لإطلاق طائرات الاستكشاف نحو مخيمات حزب العمال الكردستاني بشكل موسع، لجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات الخاصة بتحركاته.

ووفقًا لسلفي، فإن المجتمعين اتّفقوا على أن التفجيرات الانتحارية التي يقوم بها عناصر حزب العمال الكردستاني أضحت بمثابة "مشكلة وجود" بالنسبة لتركيا، ويجب اتخاذ كافة الإجراءات الأمنية الممكنة لإيقاف مثل هذه الهجمات، واتخاذ خطوات أكثر ردعًا تجاه للمنفذين والداعمين.

وكشف سلفي أن الاستخبارات أشارت، خلال الاجتماع، إلى أنها استحوذت على المكالمات الهاتفية والمحادثات الكتابية التي قامت بها الإرهابية المنفذة للانفجار، حيث تلقت الفتاة 17 مكالمة هاتفية وكان هناك محادثات كتابية مُكثفة بينها وبين مساعديها في عملية التنفيذ والتخطيط، وهذا ما شكل دليلًا قويًا للاستخبارات للقبض على الضالعين في العملية منذ الخطوة الأولى وحتى الخطوة الأخيرة.

وبيّن سلفي أن الاستخبارات أكّدت في القمة أن التحقيقات يمكن أن تشير إلى ضلوع بعض الأجهزة الاستخباراتية لدول معينة في التخطيط والمساهمة في عملية التنفيذ، منوّهًا إلى أن رئيس الوزراء "أحمد داود أوغلو" شدد على ضرورة الرد بالمثل على هذه الهجمات، حتى يتم ردع حزب العمال الكردستاني ومن يقف خلفه من استهداف الأمن التركي، وكأنه لقمة سائغة يسهل استهدافه وقت ما يشاؤون وكيف ما يشاؤون.

وأضاف سلفي أن وزير الداخلية "آفكان ألا" أكّد على أهمية الإسراع في تنفيذ الخطوات الأمنية الاستباقية التي من شأنها أن توقف هذه النوعية من الهجمات، معربًا عن أسفه لتأخر أفراد القوات الأمنية في تنفيذ الخطوات الأمنية الاستباقية التي تم إقرارها خلال القمة الأمنية التي أعقبت تفجيرات السابع عشر من شباط/ فبراير 2016، ومؤكدًا على ضرورة إجراء تغييرات جذرية في قيادات الأجهزة الأمنية، وهذا ما تولد عنه تعيّين رئيس جديد للقوات الأمنية في أنقرة.

وخلص سلفي إلى أن رئيس الوزراء أوعز إلى القادة الأمنيين والمسؤولين بضرورة التعجيل في تطبيق الإجراءات الأمنية المتفق عليها، منوَهًا إلى أن كل دقيقة تأخر تشكل فرصة للمنظمات الإرهابية وداعميها الذين يسعون إلى إرجاع تركيا إلى مثلث الفوضى العارمة التي كانت قائمة في سبعينات القرن الماضي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!