برهان الدين دوران - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

تصدرت هجمات داعش الإرهابية في بروكسل وإسطنبول، وكيف تجمع المقاتلون الأجانب من كل حدب وصوب للقيام بالتفجيرات الأخبار في العالم، ومن يعلم غدا في أي عاصمة سوف يفجرون.

وعكست كذلك آراء الصحف الغربية مخاوف الغرب من العداء للأجانب والعداء للمسلمين، نرى ذلك واضحًا في خطابات المرشح الجمهوري دونالد ترامب الذي ندد بالدمار الناتج عن إرهاب داعش وصرح بعدائه للمسلمين.

إن نتائج ترامب الكبيرة وكراهيته وتهويله الزائدين سوف يرعبان الأمريكيين العقلاء، فمنذ البداية كانت سياسته سياسة التخويف من داعش، لكنه خطر كبير على أمريكا وبهذا الشكل سوف يصبح مرشحا لرئاسة الجمهوريين.

من جديد بدأت مخاوف اليمينيين من اللاجئين والإرهاب تتزايد بوضوح في أوروبا، ففي فرنسا في الوقت الذي يحاول فيه ساركوزي العودة مجددا للساحة السياسية فإن عضوة البرلمان الأوروبي مارين لوبان تحوم بظلالها الفاشية على الساحة السياسية.

يخشى الديموقراطيون في جميع أنحاء أوروبا من ضياع قيمتهم ومكانتهم ولهذا فإن سياساتهم وقراراتهم التي يأخذونها ليست إنسانية.

أسهم إرهاب داعش في تعميق مفهوم "العداء للمسلمين" خاصة بعد أحداث 11 أيلول/ سبتمبر التي ارتكبتها القاعدة في أمريكا، وقد نشأ تنظيم داعش الإرهابي في ظروف أفضل من القاعدة فقد استفاد داعش من ظروف الحرب في العراق وسورية ليكون الدولة الإسلامية.

نشأ تنظيم داعش في بيئة أصولية، وكان نتيجة لاحتلال جورج بوش للعراق من جهة ومن جهة أخرى اتخذ من طالبان والقاعدة مثالا يحتذى به وهو الآن في تنافس مع باقي الأطراف والقوى على الأرض.

الولايات المتحدة الأمريكية في صراعها مع داعش وبإصرارها على إنكار أن تنظيمي بي كي كي وبي ي دي واحد فهي لا تزعج بهذا تركيا وحسب، لكنها في الوقت نفسه تخلق خصومة بين الأكراد والعرب السنة وتنقل صراع داعش مع بي كي كي (حزب العمال الكردستاني) - بي ي دي (حزب الاتحاد الديمقراطي) من سورية إلى تركيا.

لا شك في أن تهديد داعش لتركيا ليس له حدود فهو يستهدف السياح وعدوه الحالي بي كي كي - هي دي بي (حزب الشعوب الديمقراطي) كما فعل بتفجيره المطارات والمترو في أوروبا.

كما نعلم أن أحد منفذي هجمات بروكسل هو الإرهابي الذي نفي من تركيا وأطلق سراحه في أوروبا، وأدى ذلك إلى تضخيم مسألة الأمن الحدودي مع تركيا.

حتى إذا أثمرت محادثات جنيف كيف سيحكم العراق وسورية بعد داعش؟هل سيتم تصفية داعش كلها؟ ليس واضحا بعد، وهل سيتشكل داعش معتدل؟ أيضا ليس واضحا بعد، وليس من الصعب أن يشكل عناصر التنظيم الممزق تهديدا كبيرا.

هناك مشكلة أخرى بعد، كيف سيتم تطهير خط مارع - جرابلس من داعش وهذه نقطة حساسة، وقد اقترح مجلس الأمن في آذار/ مارس هذا التطهير كما طرحته تركيا مسبقا "يجب إقامة منطقة آمنة وفرض حظر جوي للحد من الإرهاب" وهل سيطبق هذا الطرح؟ أم أنهم سيدعمون تنظيم قوى سورية الديمقراطية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي بالسيطرة على المنطقة؟

فأمريكا تفضل الخيار الثاني على الأول، ونقول إنه حتى لو تم تصفية داعش فإن الإرهاب سيستمر.

عن الكاتب

برهان الدين دوران

مدير مركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية "سيتا" في أنقرة


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس