محمود القاعود - خاص ترك برس

عندما نقول إن أمريكا تقتل الشعب السوري، فنحن نقرر حقيقة علمية كأن نقول أن الشمس تطلع بالنهار والقمر يطلع بالليل، لا مجال للالتفاف حول هذه الحقيقة بحال من الأحوال.

أمريكا التي هي عبارة عن شبيحة الأنجلو ساكسون الذين أبادوا الهنود الحمر وأبادوا أهل الفلوجة والعراق والصومال وأفغانستان... ها هي الآن تبيد الشعب السوري عن بكرة أبيه... لا لشيء إلا لأن السوريين أعلنوا الثورة ضد موظف الاستخبارات الأمريكية بشار الأسد، فقررت أمريكا معاقبة الشعب السوري بالقتل والموت وبتر الأعضاء الذكرية وفقء العيون والسلاح الكيميائي والاغتصاب ونشر الأجساد بالمناشير وهدم البيوت وحرق الأشجار .

استخدمت أمريكا في سوريا نفس أساليبها الاجرامية في الإبادات الجماعية التي مارستها منذ نشوئها علي جماجم أكثر من مائة مليون هندي أحمر، حتى أضح القتل هو هدية أمريكا لكل مواطن سوري!

تحاول أمريكا أن تبدو بمظهر البعيد عن الأحداث، في حين أنها تدعم روسيا وإيران وحزب الله، ثلاثي القتل والحرق والهدم  والاغتصاب والشر والاجرام، الذي توظفه لسحق الشعب السوري، في إطار خطة بناء الإمبراطورية الفارسية التي هي الصبي المطيع لـ"الشيطان الأكبر"!

المدهش أن أذناب أمريكا في العالم العربي يروجون للطرح الهزلي بمضمونه: لماذا تطالبون أمريكا بالتدخل للاطاحة ببشار الأسد – عندما تدخلت أمريكا بالعراق قلتم أنه احتلال! – لماذا لا يتدخل العرب لانقاذ الشعب السوري؟!

وردا علي هذا الطرح المتهافت نقول:

أولًا: لا نطالب أمريكا بالتدخل... إنما ندعوها أن تكف عن جرائمها بحق الشعب السوري المسلم، وأن تكف عن تسليح بشار عن طريق صبيانها روسيا وإيران وحزب الله.

ثانيًا: أمريكا جعلت سفاراتها بالعالم العربي هي الحاكم الفعلي، بما يعني أن الشعوب في واد والحكام في واد آخر يأتمر بأمر البيت الأبيض.

ثالثا: أمريكا دخلت العراق دمرته وقسمته وسلمته لإيران، في إطار صفقة إنشاء الامبراطورية الفارسية.

رابعا: أمريكا تصدر نفسها أنها شرطي كوكب الأرض الذي يحمي القيم والأخلاقيات، فتتدخل بأى مكان بالعالم... لكن في حالة سوريا أطلقت اللجام لموظف الاستخبارات الأمريكي بشار الأسد ليُعمل كل أنواع الموت والقتل علي مدار ست سنوات.

خامسًا: أمريكا تساند عميلها بشار الأسد بطائراتها الـB52  وتلقي القنابل العنقودية فوق رؤوس الأطفال والنساء منذ 21 سبتمبر 2014م، بزعم محاربة داعش، وقصفت المستشفيات والمساجد والمدارس والمحال التجارية.

لنخلص إلي أن أمريكا تقتل الشعب السوري... بل تُمعن في قتله... ولم تكن روسيا لتتدخل وتساند بشار إلا بضوء أخضر من البيت الأبيض... ومثلها إيران التي تجاهر علناً بإرسال فرق التشبيح والموت التي تسمي الحرس الثوري الإيراني... وثالثة الأثافي... حسن نصرالله الذي يعتبر الطريق إلي القدس يمر عبر ذبح أهل القلمون ويبرود وحلب بتشجيع ومباركة أمريكا!

إننا الآن إزاء عملية إبادة جماعية ضد شعب أعزل من أرقي شعوب الأرض وأكثرها حضارة... لكن جريمته في نظر الغرب الصليبي أنه يقول لا إله إلا الله... محمد رسول الله...

أمريكا تقتل الشعب السوري... حقيقة علمية يسجلها التاريخ... وكل من كان له قلب أو ألقي السمع وهو شهيد.

عن الكاتب

محمود القاعود

صحفي وروائي مصري وعضو اتحاد الصحفيين العرب


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس