منصور أق غون - صحيفة قرار - ترجمة وتحرير ترك برس

كانت السياسة التركية الخارجية عند تولي بن علي يلدريم رئاسة الوزراء تعاني من الانحسار وقد وصلت إلى أعلى درجات الركود، ولهذا كان من أولويات الحكومة الجديدة التركيز على سياسة زيادة الأصدقاء وتقليل الأعداء، وبدأ ذلك بتطبيع علاقاتها مع روسيا وإسرائيل، وهي الآن تعمل على تطبيع العلاقات مع سورية ومصر وطبعا لا ننسى أن تحسين العلاقات مع أمريكا والاتحاد الأوروبي كانت من أولويات الحكومة أيضا.

في الوقت الذي أكسبت فيه أحداث 15 تموز/ يوليو القوة للبعض فقد عرّت كذلك البعض الآخر، فمواقف قادة الغرب بالنسبة لمحاولة الانقلاب هذه كانت متذبذبة، كان خياراهم محاسبة تركيا عوضا عن الوقوف بجانبها ودعمها ضد الانقلاب، حتى أن فضائح اجتماع كولن الألمانية وفيينا النمساوية قد أدت إلى توتر العلاقات معهم.

ما زلنا لا نعرف تماما وقوف أمريكا خلف محاولة الانقلاب هذه أم لا، ولكن حسب المعطيات المادية أغلب الناس في تركيا يعتقدون بأن أمريكا تقف خلف هذه المحاولة الانقلابية وأنا حسب رأيي أشك في أمريكا، لكنني لا أملك أي دليل حول ذلك، فقط أقوم بعملية تحليل منطقي، ألا تعلم أمريكا بمخطط غولن وجماعته في تركيا وهي أقرب حليفة لها؟ فإن من المستحيل ألا تقوم الاستخبارات الأمريكية دون جمع معلومات استخبارية عن تركيا، ولهذا السبب فإن على أمريكا الإعتذار لتركيا على الأقل حتى لو أن ليس لها دخل بشيء فقط بسبب ضعف استخباراتها وعدم تحذيرها بحدوث انقلاب.

نستخلص من المحادثات الجانبية بين يلدريم و رئيس الأركان الأمريكي "دانفورد" أثناء زيارته لتركيا أن الأخير ينظر لمستقبل العلاقات التركية الأمريكية بشكل متوازن، وتعد هذه الزيارة فرصة جديدة لتصحيح مسار العلاقات بين البلدين ووضعها على الطريق الصحيح وتأمين إعادة غولن إلى تركيا وذلك من خلال إرسال أردوغان وفد خاص إلى أمريكا لبحث مسألة إعادة غولن ويعد هذا الأمر تطورًا إيجابيًا.

ولحماية وحدتنا وترابطنا يجب علينا بذل الجود ومتابعة إعادة هيكلة الدولة وأن نظهر للدنيا حساسيتنا ضد انتهاك الحريات والحقوق وأن نكمل ما بدأناه بعد 15 تموز من سياسة زيادة الأصدقاء وأن نخطو خطوات جدية لتغيير صورتنا للأفضل.

السياسة العالمية في هذا العصر ممكن أن تتغير في أي وقت لهذا يجب علينا موازنة علاقاتنا الخارجية مع كل الدول، وأيضا علينا كتم الأصوات التي تنادي بإغلاق قاعدة إنجرليك الأمريكية لأن هذه القاعدة هي ارتباطنا الوحيد بأمريكا وإذا انقطع هذا الاتصال فإن علاقتنا مع حلف الناتو سوف تتدهور.

إذا وضعنا في موقف صعب ألا نستطيع فعلها؟ طبعا نستطيع لكن عمل هذا حاليا لكن ليس له داع أبدا، فبالدبلوماسية والحنكة السياسية نستطيع شرح موقفنا لأمريكا وبالمقابل ممكن أن تتفهم أمريكا الموضوع.

لكن ليس بالفكرة الجيدة أن نخرج من حلف الناتو الذي نستفيد من قوته، كما أن علينا أن لا ننسى أن مفتاحي الأسلحة النووية في قاعدة إنجرليك أهم من أمريكا وهذا يدعم سياسة الردع خاصتنا.

عن الكاتب

منصور أق غون

كاتب في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس