محمود القاعود - خاص ترك برس

من مهازل العصر التي تبعث علي الغثيان، هي ممارسة الغرب الصليبي لشتي أنواع الإرهاب الأعمى، ثم تسخير أبواقه الشيطانية لتمارس دجلها وتتحدث عن الإرهاب الإسلامي!

صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو القائل: "إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت"، والغرب الصليبي فقد الحياء وفقد القيم والأخلاقيات، وأخذ يمارس القتل والتدمير والترويع في ديارنا .. لا لشيء... إلا لأننا نقول: لا إله إلا الله... محمد رسول الله.

وسأدلل بنموذجين علي ازدواجية الغرب، وإثبات أن الإرهاب هو الذراع الرئيسة للصليبية العالمية، وأن الفكر الصليبي المتطرف خطر داهم.

الأول: تركيا تشهد عمليات إرهابية جبانة مستمرة، من قبل العصابات الكردية المسلحة بجميع فروعها، وتستهدف الحدائق والمدارس والمتنزهات والمطارات حتى وصلت العمليات الخسيسة لقاعات الأفراح، ومع ذلك لا يتحدث الغرب عن هذا الإرهاب ولا تلك الجرائم، وأكثر من ذلك خروج عصابة إرهابية مسلحة يوم 15 تموز/ يوليو 2016م على الشعب، بالدبابات والطائرات لحرق تركيا وقصف البرلمان، والشروع في قتل الرئيس رجب طيب أردوغان وقتل عشرات المواطنين الأبرياء، الذين استشهدوا علي يد آلة الغدر والخيانة التي تتحرك بتعليمات من أمريكا، والمضحك حد البكاء أن الغرب ترك كل هذه الأحداث وراح يطالب بحرية المجرمين الإرهابيين الذين روّعوا الأمة الإسلامية بأسرها وليس الشعب التركي وحده.

الثاني: أمريكا تمارس إرهابها الصليبي بطائرات الـ B52 والـ F35  وصواريخ الباتريوت، بالتزامن مع استخدام روسيا إرهابها الصليبي  بطائرات السوخوي والميغ وصواريخ الإس 400 وقنابل الفسفور الأبيض... الدولتان تقتلان النساء والأطفال والشيوخ والشباب وتقصفان المستشفيات في شتي أنحاء سوريا وتدعمان السفاح السيكوباتي بشار الأسد، ومع ذلك لا يستنكر أحد الإرهاب الصليبي.

ومن قبل ذلك دمّرت أمريكا بارهابها الصليبي الغشوم وعدوانها الأحمق، العراق وقتلت أكثر من ثلاثة ملايين عراقي، وقسمت البلد بزعم البحث عن أسلحة الدمار الشامل التي قال كولن باول وزير خارجية أمريكا الأسبق أن الرئيس الراحل صدام حسين كان يضعها في سيارات نصف نقل وعربات كارو تجرها الحمير! وعقب تدمير العراق وإبادة سكان الفلوجة باليورانيوم المنضب والقنابل العنقودية لم يجدوا أى أسلحة دمار شامل.

ومن قبلها أيضا في أفغانستان التي دمروها وقتلوا شعبها ونهبوا خيراتها بحجة مطاردة تنظيم القاعدة، والصومال... وفيتنام... واليمن... والآن ليبيا.

إذا نحن أمام خطر الإرهاب الصليبي المدمر الذي يحرق الأخضر واليابس، والذي سيتخدم أسلوب فتيات الليل فيقذف الإسلام والمسلمين بالإرهاب وهو من اخترع الإرهاب ويمارسه.

إننا في أشد الحاجة لعقد مؤتمر دولي لبحث سبل مكافحة الإرهاب الصليبي الأعمى، وتنقية المناهج الدراسية الصليبية من الأفكار المتطرفة والراديكالية وتجديد الخطاب الديني الصليبي بما يتماشي مع روح العصر، وغربلة التراث الصليبي واستبعاد ما يحض علي الكراهية،  ليحيا الجميع في سلام.

عن الكاتب

محمود القاعود

صحفي وروائي مصري وعضو اتحاد الصحفيين العرب


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس