مراد يتكين - صحيفة حرييت - ترجمة وتحرير ترك برس 

ذكرت وكالات الأنباء في الثامن والعشرين من سبتمبر/ أيلول أن آخر مشفيين  يقدمان الخدمة الطبية في شرق مدينة حلب تعرضا للقصف من الطائرات السورية أو الروسية.

في ال27 من سبتمبر أعلن الجيش السوري التابع لبشار الأسد، أنه تمكن من إحكام الحصار على حلب بعد أن استولى على الجزء الأخير المتبقي في يد قوات المعارضة المسلحة. تحقق ذلك بفضل الدعم الجوي المكثف من الطائرات الروسية الذي أدى إلى مواجهة بين الولايات المتحدة وروسيا وسط تصريحات عنيفة في اجتماع مجلس الأمن الدولي في الأسبوع الماضي.

في الـ26 من سبتمبر عندما قال وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، إن حزب البعث كان على استعداد لتقاسم السلطة مع المعارضة في حكومة انتقالية، رد وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، بأن قصف حلب لم يكن وسيلة لإظهار حسن نواياهم، واستنكرت سامنتا باور قصف حلب واصفة إياه بالهمجي.

في الـ23 من سبتمبر قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن هدف النظام السوري كان دفع سكان حلب إلى الحدود القريبة من تركيا التي تضيف بالفعل ما يقارب 3 ملايين لاجئ ممن فروا من الحرب الأهلية المستمرة في سوريا منذ خمس سنوات.

ومرة أخرى في الـ27 من سبتمبر أجرى وفد أمريكي رفيع المستوى يتكون من دبلوماسيين وضباط وجنود استخبارات محادثات في أنقرة لمناقشة حملة محتملة على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام. وضم الوفد الأمريكي شخصيات بارزة مثل نائب وزير الخارجية، أنتوني بلينكين، ومبعوث الرئيس الأمريكي للتحالف الدولي ضد داعش، بريت ماكغورث. وبعد الظهر دعا الرئيس أردوغان إلى اجتماع أمني مع رئيس الوزراء، بن علي يلديريم، ووزير الخارجية، مولود شاويش أوغلو، ووزير الداخلية سليمان سويلو، ورئيس هيئة الأركان الجنرال خلوصي هاكار، ورئيس جهاز الاستخبارات التركية، هاكان فيدان. كان ذلك اجتماعا استثنائيا؛ لأن اجتماع مجلس الأمن القومي كان مقررا أن يعقد في الـ28 من سبتمبر. ولذلك فُسر الاجتماع على أنه حاجة لإعادة تقييم الوضع بعد المعلومات الجديدة غير المعلنة التي قدمها الجانب الأمريكي قبل اجتماع مجلس الأمن القومي. ويمكن أن يقال أيضا إن ذلك كان استعدادا للقاء وزير الخارجية، مولود شاويش أوغلو، بوزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، في أنقرة في الـ28 من سبتمبر.

كانت هناك ثلاث قضايا رئيسة على جدول أعمال مجلس الأمن القومي: سير التحقيقات ضد شبكة فتح الله غولن المتهم بتدبير محاولة الانقلاب الدموي، والحرب على حزب العمال الكردستاني المحظور، وهي الحرب التي تربطها أنقرة بالحرب على داعش، وتحرك التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش.

التحرك ضد داعش له هدفان: الرقة في سوريا والموصل في العراق. أكد أردوغان خلال رحلة عودته من الولايات المتحدة في ال25 من سبتمبر أنه إذا تعاونت الولايات المتحدة وتركيا، فسيكون من السهل السيطرة على الرقة من داعش، شريطة ألا تشارك وحدات حماية الشعب الكردي، الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني التركي، في العملية. لكن القوات الأمريكية تستخدم ميليشيات وحدات حماية الشعب الكردي قوة على الأرض بسبب سياسة الرئيس أوباما الرافضة لوضع قوات على الأرض. إن الوجود التركي في سوريا دعما للجيش السوري الحر هو عامل آخر على المسرح السوري.

إن الحقيقة التي أكدها المتحدث باسم الحكومة التركية، نعمان كورتولموش، يوم الـ26 من سبتمبر بأن ميليشيات وحدات حماية الشعب بدأت في إخلاء مدينة منبج العربية الواقعة إلى الشرق من نهر الفرات والتي استعيدت من أيدي داعش، مثلما طلبت تركيا، تبين أن هناك آفاقا جديدة للتعاون التركي الأمريكي. هل يصلح هذا التعاون لانتزاع الموصول من داعش، وإعادة السيطرة عليها إلى الحكومة العراقية؟ للموصل أهمية خاصة بالنسبة لتركيا منذ اقتحام داعش قنصليتها هناك، واختطافها 49 من موظفيها في يونيو/ حزيران 2014. ووفقا لمصادر في حلف الناتو، فإن انتزاع الموصل من داعش أكثر أهمية من الناحية الاستراتيجية من استعادة الرقة.

على أن صورة الوضع في حلب قد تعقدت أكثر بسبب الخلاف بين الولايات المتحدة وروسيا، لكننا يمكن أن نرى تحركا عسكريا آخر أكبر ضد داعش في الطريق.

عن الكاتب

مراد يتكين

كاتب في صحيفة راديكال


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس