ترك برس

أشار تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية إلى أن حكومة بغداد قلقة من "الأهداف المستقبلية لتركيا بشأن منطقة شماليّ العراق. فالسياسيون القوميون المتشددون في تركيا ما زالوا يطالبون بالحق التاريخي لتركيا في مدن الموصل وكركوك ومناطق أخرى بشماليّ العراق، وهي مناطق كانت تابعة للإمبراطورية العثمانية في الماضي".

واعتبر التقرير - الذي ترجمه موقع "هافينغتون بوست عربي" - أن التشويش العراقي على الدور التركي يعكس قلقاً شديداً لدى بغداد بخصوص نوايا تركيا، الدولة ذات الأغلبية السنية. فحكومة رئيس وزراء العراق حيدر العبادي الشيعية المدعومة من قبل إيران تتعرض لضغوط شديدة حتى لا تسمح لقوات تركيا بالوجود على الأراضي العراقية.

وساهمت الخطة التركية التي كشف عنها وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو -والتي تقضي بإنشاء ملاذ آمن للاجئين في شمالي العراق إن احتاجت الأغلبية السنية بالموصل إلى ذلك- في زيادة مخاوف حيدر العبادي.

وتقول الغارديان إن جزءاً من رغبة تركيا في التدخل في المعركة بالموصل أيضاً هو مخاوفها بخصوص العدد الكبير للجنود الشيعة بالقوات العراقية التي تحاصر المدينة. فهناك اتهامات للميليشيات الشيعية بارتكابها مذابح طائفية عقب تحريرها للمدن السنية كالفلوجة والرمادي.

وطبقاً لحديث المحلل حسن كوني لجريدة Hurriet التركية، تسعى أنقرة لزيادة نفوذها في المنطقة مع دخول التغيرات الإقليمية بالمنطقة في مراحلها النهائية، أي هزيمة تنظيم داعش ونهاية الصراع لعزل الرئيس العَلَوي بشار الأسد بسوريا بطريقة أو بأخرى.

وقال كوني "هناك تصور ما أن الشرق الأوسط يتم إعادة تشكيله، وأن الوحدة والتماسك الإقليمي لدولتي العراق وسوريا سيكونان في خطر. وبمساعدة روسيا للنظام السوري، والتدخل الإيراني في العراق، تتساءل تركيا عن كيفية استفادتها من الوضع، وما إن كان يمكن لها الحصول على حصة من النفوذ".

كوني اعتبر أيضاً أنَّ البترول قد يكون أحد أسباب التحركات التركية، فالموصل تحتوي على كمية كبيرة منه، وهو يرى أن تركيا تشعر أنها يمكن أن تكون قائدة الدول السنية بالمنطقة إن امتلكت البترول.

أكدت تركيا أن قواتها البرية لن تشارك بالمعركة في الموصل، وهي بذلك تحاول الموازنة بين علاقتها بأميركا، التي شجعت تدخلها في المعركة، وروسيا، القوة العسكرية الأكبر في سوريا، والتي اصطدمت بها تركيا العام الماضي.

وسينحصر التدخل التركي في الضربات الجوية وضربات المدفعية والدعم بالقوات الخاصة. وهو ما أكده وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بقوله إنَّه "من غير الوارد بالنسبة لتركيا أو أية دولة أخرى المشاركة في العمليات البرية".

ولكن العبادي يصر على رفضه لمساعدة أنقرة، وهو ما عبر عنه بقوله "أعلم أن الأتراك يريدون المشاركة بالمعركة.. ولكننا نقول لهم: شكراً، هذا شيءٌ سيتولاه العراقيون، والعراقيون هم من سيقومون بتحرير الموصل".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!