هاشمت بابا أوغلو - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

الآن هو الوقت المناسب لنعود ونتذكر العملية التي قام بها الجيش العراقي في ربيع عام 2015 لتحرير مدينة تكريت العراقية، لكن كيف سنتذكر شيئا لم نراه ولم نسمع به؟

لأن أعيننا الآن لاترى إلا الحرب في سورية ولا تسمع آذاننا إلا المجازر الإرهابية التي يقوم بها داعش، حتى إن وكالات الأنباء كانت تنقل أخبارها من دون تفاصيل، كما في هذا الخبر مثلا:

" لقد حرر الجيش العراقي مدينة تكريت"، أما بالنسبة إلى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي فقد كان فرحا بنصره الكبير على تنظيم داعش".

إذن لماذا أطلب منكم تذكر تلك الحادثة؟

لأن المليشيات الشيعية في أي لحظة من الممكن أن تدخل إلى تلعفر والموصل، حتى إنه من الممكن أن يكونوا قد وصلوا إلى أطراف المدينة بينما نحن نقرأ هذه الأسطر.

و قد تطرق البارحة وزير الدفاع "إيشيك" إلى هذا وأكد على ضرورة الاستعداد والتأهب للتدخل إذا لزم الأمر من خلال تصريحاته التي أدلى بها بعد إرساله وحدات من الجيش التركي إلى الحدود التركية العراقية.

تركيا قلقة من هذا الوضع لماذا؟

لأن تركيا لاتريدهم أن يرتكبوا  مجزرة جديدة هناك بحجة تحريرها من داعش، وبعضهم يسأل: هل تبالغ تركيا بهذا القلق قليلا؟ وبعضهم يعمل على إظهار هذا القلق بأنه امتداد لسياسة الدولة التركية، ولو أن الإعلام الغربي نقل حقيقة هذه الأحداث بكل صدق وشفافية لما كنا اضطررنا للخوض في هذه النقاشات كلها.

ودعونا نعود ونتذكر الأحداث قليلا، فبعد احتلال تنظيم داعش لمدينة تكريت السنية ( المدينة التي ولد فيها صدام حسين) تمكن الجيش العراقي بمساندة فصائل الحشد الشعبي من استعادة المدينة بعد مناوشات استمرت ما يقارب اللشهر، لكن كانت هذه العملية "عملية التحرير" كذبة، لأن التعداد الرسمي للقوات العراقية المشاركة وصل إلى ما يقارب  3000 آلاف، بينما وصل تعداد المليشيات الأخرى إلى ما يقارب 20000 ألف مقاتل، بالإضافة إلى أن هذه المليشيات والمجموعات كانت تأخذ أوامرها من القادة الإيرانيين.

وكان المراقبون العسكريون الأمريكان يقولون: "إن الأحداث التي حصلت في تكريت تعد بمثابة حمام دم شيعي، فالكثير من الناس قد حرقوا، والعديد من المباني العالية قد انهارت، ووغيرهما هناك الكثير من الجرائم التي ارتكبت.

هل شاهدتم هذه المشاهد الفظيعة في الإعلام الغربي؟ لا.

هناك الكثير من هذه الأحداث المعتمة إعلاميا ، فأحداث تكريت قد حصلت وانتهت وأصبحت من الماضي، و لايمكن إرجاع الزمن إلى الوراء، لكن لا يمكن تركهم يمضون بكذبهم و بحججهم التي تدعي تحرير تلعفر والموصل.

يجب علينا الآن الحذر وأخذ الحيطة لمنع تكرار هذه المجازر المذهبية بكل ما أوتينا من قوة.

عن الكاتب

هاشمت بابا أوغلو

كاتب في صحيفة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس