ترك برس

أصبح المرشح عن الحزب الجمهوري "دونالد ترامب" بحصوله على 276 صوتا ـ حسب نظام الانتخابات الأمريكي ـ الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة  الأمريكية التي تعد القوى العُظمى الأولى، وذات الأثر الأكبر في مسار السياسيات العالمية.

ووصفت الانتخابات الأمريكية بأنها مهمة جداً بالنسبة إلى الجمهورية التركية الواقعة في منطقة الشرق الأوسط، المنطقة التي تعاني من فوضى عارمة تؤثر بشكل أساسي على التطورات السياسية في المناطق الأخرى، وقد ظهر ذلك جلياً في وصول الاتحاد الأوروبي إلى شفا الانهيار على حد ما يوضحه الخبراء.

وفي إطار الحديث عن النتائج المتوقعة فيما يخص تركيا بعيد فوز ترامب في الانتخابات، أشار الخبير السياسي "هينجال أولاج" إلى أن الإعلام التركي لم يتناول قضية الانتخابات الأمريكية بالشكل الذي تستحقه، موضحا أنه اكتفى بالقول: "كلينتون تدعم وجود فتح الله غولن في أمريكا"، "بوتين يريد فوز ترامب بشدة، لأن ترامب يريد بناء علاقات وطيدة مع روسيا."

وتعليقاً على ادعاء وسائل الإعلام التركية، أفاد أولاج عبر مقاله "كلينتون...ترامب وتركيا" بأنه لدى النظر إلى ما تقوله وسائل الإعلام يقول المرء للوهلة الأولى: "نعم ليفز ترامب"، لأن الأمر الأهم في العلاقات الأمريكية التركية هو المسألة السورية، وفي حال شهد المستقبل تعاونا أمريكيا روسيا فذلك يعني أن حل المسألة السورية سيصبح قريباً.

وأوضح أولاج أن قناة الـ بي بي سي ادعت أن كلينتون أنفع لتركيا، لأن ترامب يعارض أي تدخل أمريكي سياسي أو عسكري أو اقتصادي فيما يتعلق بتغيير الأنظمة في منطقة الشرق الأوسط، مستنداً في ذلك إلى حجم الخراب الذي أصاب العراق وليبيا، مشيراً إلى أن ترامب يريد محاربة داعش ومن ثم الانكفاء عن التدخل في منطقة الشرق الأوسط، وذلك يحمل في طياته مساندة روسيا للإبقاء على نظام الأسد.

وأضاف أولاج أن تلويح ترامب بالانكفاء عن التدخل في منطقة الشرق الأوسط أمر لصالح تركيا التي ترغب في إرساء الاستقرار، إلا أن تأييده لبقاء نظام الأسد الذي تراه تركيا نظاماً "غير صالح" للاستقرار الدائم في المنطقة أمر سيء يحتاج لجهد تركي لتقريب وجهات النظر، منوّهاً إلى أن ترامب، كما هو حال الرؤساء الأمريكيين السابقين، يحمل بعض المميزات والسلبيات بالنسبة إلى المصالح التركية.

ودعا أولاج، عبر مقاله المنشور في صحيفة صباح بتاريخ 9 نوفمبر 2016، الخارجية التركية إلى المسارعة في المباركة لترامب الذي يعكس للخارج أنه يدعم الرؤساء الأقوياء كأردوغان، مبيناً أن تركيا الآن على علاقات قوية مع روسيا، وبوجود إدارة أمريكية ترغب في التعاون مع روسيا، يصبح حل الأزمة السورية ورحيل نظام الأسد أمورا من المكن مناقشتها والتوصل إلى حل وسط لها.

ومن جهته، قال الخبير السياسي "سامي كوهين": إن ترامب صرّح في أحد لقاءاته مع قناة الـ بي بي سي، أنه "يرى من قوات الحماية الكردية المقاتلة ضد داعش أبطالاً يستحقون الدعم"، وهنا تظهر أبرز نقطة خلاف بينه وبين تركيا التي تصنفهم على أنهم إرهابيون، مستندةً في ذلك إلى تقارير منظمة العفو الدولية ومنظمات حقوق الإنسان المحلية والإقليمية.

وتابع كوهين موضحاً أن تصريحات الرؤساء الأمريكيين عادةً ما يتغير فحواها قبل توليهم السلطة وبعد وثوبهم إليها، متمماً أن المؤسسات الأمريكية لا سيما هيئة الأركان، كانت على وقع مباحثات مكثفة مع تركيا، للنظر في إمكانية التعاون المشترك في تحرير الرقة والمناطق السورية الأخرى التي تخضع لسطو داعش، ويُستدل من تصريحات ترامب التي تنم عن رغبته في إنهاء الصراعات أنه قد يعمل على رفع وتيرة هذه المباحثات للتوصل إلى حل نهائي يكفل القضاء على داعش وحل الأزمة السورية، ولكن يظل ذلك توقعاً حتى يحدد ترامب ذلك بشكل أوضح.

وفي مقاله "الولايات الأمريكية المتحدة" وسياسات الأمن" المنشور عبر صحيفة ميلييت" في  نوفمبر 2016، أكّد كوهين أن الكثير من التوقعات تطفو على السطح قبيل الانتخابات الأمريكية، إلا أن الولايات المتحدة أظهرت دائماً أنه لا يمكن الركون إليها كسياسة شخص محددة، بل تنبع سياستها من مؤسسات تؤثر على السياسية الأمريكية العامة بشكل ملحوظ، لذلك على تركيا وجميع الدول حول العالم أن تأقلم نفسها لمواجهة السياسة الأمريكية المتغيرة من آن لآخر بشكل دائم.

وفي هذا الصدد، أشارت الصحفية "عائشة كارابات" إلى أن تسليم غولن أحد النقاط المهمة التي تخيّم على مسار العلاقات التركية الأمريكية في الوقت الحالي، موضحةً أن الطرفين أوضحا أنهما لن يقوما بتسليم غولن لتركيا بقرار سياسي، بل بقرار حقوقي يصدر من القضاء الأمريكي، وهذا يُشير إلى أن العلاقات الأمريكية التركية سيطغى عليها التفاوض النشط لفترة من الزمن.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!