إنجن أردتش- صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

بدأ الثرثارون الذين يعتبرون أنفسهم يمثلون المعارضة، بتناول موضوع "ثمن بطاقة الهوية" بصورة مكثفة خلال الأيام الماضية، فمن المقرر تجديد بطاقة الهوية للمواطنين الأتراك، وسيكون ثمن التجديد 18 ليرة تركية.

الثرثارون يقولون " تكلفة البطاقة 5 ليرات، لماذا سيُطلب من المواطن 13 ليرة إضافية؟ هل سيتم بناء قصور من هذه الأموال؟"، هذا ما يتحدث به صحفيو المعارضة في الأيام الماضية من أجل تأجيج واستفزاز الشعب ضد الحكومة، حتى إنّ بعضهم قال :"ولاحقا ستعمل الحكومة على إصدار جوازات سفر جديدة من أجل جمع المليارات من جديد"، لذا يقولون أنّ المسئولين في الحكومة هم خونة يريدون جمع أكبر قدر من الضرائب التي يدفعها المواطنون.

نحن هنا نتحدث عن الثرثارين من المعارضة، بينما نرى صديقنا الصحفي المعارض "مراد تشليك" يكتب الحقائق حول تكلفة بطاقات الهوية هذه، حينما كتب:

"تكلفة بطاقة الهوية ليس 5 ليرات فقط، فسعر (البطاقة الفارغة) 3 يورو، أي ما يقارب 9 ليرات، وإذا ما أضفنا الشريط الالكتروني لهذه البطاقة سيصل سعرها إلى 4.2 يورو وهذا يعني أنّ سعرها سيصل لـ12 ليرة، ثم تأتي مرحلة إضافة المعلومات لهذه البطاقة الفارغة، ومعالجة البطاقة وغيرها من العمليات الضرورية، ومصاريف البريد وإرسالها وإحضارها، ستصل تكلفة كل بطاقة إلى 18.5 ليرة تركية على الأقل".

مع هذا فإن الحكومة لا "تقرّب" نصف الليرة لتجمع 19 ليرة، وإنما سيكون ثمن تجديد البطاقة 18 ليرة تركية، والمشكلة الأساسية هنا ليست بتكلفة هذه البطاقة أو ما ستجمعه الدولة، فالدولة لا يقوم اقتصادها عن طريق جمع مبالغ تافهة كمبلغ 18 ليرة أو غيره.

المشكلة الكبرى هنا، هو أنّ مبدأ المعارضة الحالي هو "معارضة كل صغيرة وكبيرة"، بهذه الطريقة يعتبرون أنفسهم قد حققوا المعارضة الحقيقية، ولا يعلمون أنّ كلامهم ليس سوى خطل.

يكتبون في الصحف وهدفهم الحقيقي من هذه الأفعال هو استفزاز الطبقة السفلى التي لا تشتري الصحف حتى (ولا أقصد هنا الطبقية الاجتماعية، وإنما الذهنية)، أليست نفس الذهنية التي احتجت على دفع ضريبة خروج مقدارها 15 ليرة؟ وكان هدفهم عدم دفع هذا المبلغ، وليس من أجل مصلحة الدولة أو الشعب التركي، فهذا هو هدفهم الحقيقي بالإضافة لدغدغة مشاعر المخدوعين بهم.

لكن هذا لا يليق سوى بمَن كان يدعو ليل نهار من أجل "موت اردوغان"، هذا لا يليق سوى بالجهلة المساكين، وربما هم يروا أنّ هذا يليق بمؤيدي حزب الشعب الجمهوري المعارض وبكتّابهم الرئيسيين.

هذا لا يعني أننا ضدّ المعارضة، بل بالعكس تماما، نحن نحترم جدا كل مَن يمارس المعارضة كما يجب أن تكون، نحن لسنا ضد المعارضة كمبدأ، نحن نقف دوما ضد الظلم والباطل.

نعم، ربما يسأل البعض، "لماذا تقوم الحكومة بتحصيل هذه الأموال من المواطنين؟ ولماذا لا توزع عليهم بطاقات الهوية بصورة مجانية؟"، بمعنى آخر "لماذا لا يمارسون المبادئ اليسارية؟"، صحيح، فرنسا لا تأخذ هذه الأموال من مواطنيها.

لكن البرتغال وإسبانيا تجمع 12 يورو أي ما يقارب 35 ليرة بدل بطاقة الهوية، وإيطاليا 25 يورو أي 70 ليرة، وألمانيا تقبض ما مقداره 28 يورو أي 80 ليرة، وإنجلترا تحصل على 35 يورو أي 100 ليرة، وسويسرا تأخذ من مواطنيها 40 يورو أي 120 ليرة، أما فنلندا فيدفع المواطنون فيها 48 يورو أي ما يقارب 140 ليرة تركية بدل تجديد بطاقات هوياتهم. وفي كل الدول المذكورة أعلاه التجديد يتم كل 5 سنوات، على خلافنا نحن في تركيا نجدد كل 10 سنوات.

آسف ربما خانتني الذاكرة، أليست المعارضة هي مَن كانت تطالب بضرورة الانضمام لدول الاتحاد الأوروبي بأسرع وقت ممكن؟ أم أنّ طلبهم كان باستثناء هذا الموضوع؟

عن الكاتب

إنجن آردتش

كاتب في صحيفة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس