ترك برس

رأى خبيران سياسيان، أن التنسيق التركي العربي السعودي البحريني القطري من شأنه أن يكون قائدًا للرؤية السياسية مع الإدارة الأمريكية الجديد، ورادعًا للتهور الإيراني في المنطقة، مشدّدان على أهمية تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية في إطار استراتيجيات بعيدة المدى بين تركيا والدول العربية.

جاء ذلك في تقرير لجريدة "الرياض" السعودية، عن الجولة الخليجية التي أجراها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جولته، خلال الفترة 13 - 14 شباط/فبراير الجاري، والتي بدأها بزيارة العاصمة البحرينية المنامة ثم انتقل إلى العاصمة السعودية الرياض، ليختتمها فيما بعد بالعاصمة القطرية الدوحة.

أوضح الباحث السياسي التركي محمد زاهد جول، بأن جولة أردوغان الخليجية مهمة جداً لأن المنطقة مقبلة على وعود في تغيير السياسة الأمريكية، والقيادات في تركيا والمملكة والبحرين وقطر معنيون مباشرة بجدية تغيير هذه السياسية وأثرها على أزمات المنطقة، وبالأخص الأزمات التي نشأت بسبب أخطاء فادحة من الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة باراك أوباما.

وقال جول إن أوباما تحالف مع أعداء أمريكا وأضر بمصالح وأمن الدول الصديقة لأمريكا تاريخياً، مضيفًا: "إدارة أوباما فضلت تلبية طموحات إيران في العراق وسورية واليمن وغيرها، وهذا أشعل المنطقة بالمعارك والقتل والمذابح والمجازر دون اكتراث من المجتمع الدولي بسبب التغطية الأمريكية لها، والتنسيق مع روسيا في مجلس الأمن لاستخدام حق النقض والفيتو في دعم الجرائم الدولية والإبادات البشرية بل المشاركة فيها".

وأضاف أن "الاختلاف في وجهات النظر التركية والعربية في بعض الاحيان لم يساعد على وقف التدهور السابق ولا وقف معاناة الشعب السوري، بالرغم من الجهود الكبيرة التي بذلتها تركيا والمملكة وقطر بمساعدة الشعب السوري".

وأشار إلى أن المأمول في المرحلة القادمة أن يكون التنسيق التركي العربي السعودي البحريني القطري قائداً للرؤية السياسية مع الإدارة الأمريكية الجديدة، وهذا سوف ينعكس على الوضع الإقليمي في ردع التهور الإيراني الذي هدد استقرار المنطقة وأدخلها في مرمى الأطماع الروسية.

وأكد الباحث التركي أن التناغم التركي السعودي على مستوى عالي ودخل مرحلة جديدة مع العلاقات الأخوية والتعاونية مع المملكة في عهد االملك سلمان بن عبدالعزيز، منذ عامين تقريباً، وخلال العامين تم عقد ستة قمم بينهما فقط، فضلاً عن اللقاءات الوزارية بين الحكومتين التركية والسعودية، وقد ثبتت خلال العامين أيضاً الحرص المتبادل على حفظ مصالح وأمن كلا الدولتين.

بدوره، أكد الباحث الأكاديمي والكاتب التركي سمير صالحة، بأن جولة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الخليجية تأتي متزامنة مع مخاضات وتطورات إقليمية ودولية بالغة الأهمية والخطورة، والمسؤولون الأتراك والخليجيون لا يخفون اهتمامهم ورسائلهم الدائمة بضرورة وأهمية تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية في إطارة استراتيجيات بعيدة المدى بين انقرة وكل دول مجلس التعاون الخليجي.

ولفت إلى أن المصالح الاقتصادية بين تركيا ودول الخليج تقاربت تماماً في الآونة الأخيرة بشكل غير مسبوق، وبينما تسعى تركيا التي تمر بأزمة اقتصادية وانخفاض حاد في قيمة العملة المحلية بقوة من أجل جلب استثمارات خليجية إلى أراضيها، باتت الشركات التركية ولا سيما في مجال العقارات والبناء خياراً مفضلاً لدى معظم دول مجلس التعاون الخليجي.

واعتبر أنه مع وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة أطلق استراتيجية إعادة هيكلة السياسية التركية مع دول الخليج العربي، والرغبة في توسيع رقعة التعاون والانفتاح لدفع العلاقات نحو الأفضل، وقد ترجمت هذه سياسات الانفتاح اقتصادياً وتجارياً واستثمارياً في الجانبين.

وبحسب صالحة، بدأت أنقرة تكرر موقفها في أنها لن تسمح بمثل هذه السهولة لأيٍّ كان أن يهدّد مشروعها الانفتاحي التقاربي على دول الخليج الذي يضع أمن دول مجلس التعاون الخليجي واستقرارها في مقدمة تطلعاته.

وتابع: "من ناحيتها باتت دول الخليج ترى في تركيا اليوم القوة العسكرية الإقليمية القادرة على أن تأخذ مكانها في خطط التصدي للتهديدات والاستفزازات الإيرانية، والقوة القادرة على توفير الخبرات الواسعة في مجال الصناعات العسكرية الدفاعية المتقدمة وتنويع مصادر التسليح وسط قناعة خليجية بشأن وجود فرص تنسيق مشتركة كثيرة إزاء القضايا والنزاعات الإقليمية".

وتعد كل من تركيا والسعودية البلدين الأكثر أهمية، والأقوى تأثيرا في منطقة الشرق العربي التي تشهد إعادة في صياغة التوازنات الإقليمية، بعد المتغيرات الجذرية في الخريطة الجيوسياسية للمنطقة في أعقاب ما يعرف باسم ثورات الربيع العربي، والصراعات الداخلية التي تشهدها بلدان ذات اهتمام تركي خليجي مشترك، العراق وسورية واليمن.

ويتطابق الموقفان التركي والسعودي من الأزمة السورية الأشد خطرا في تداعياتها على المنطقة، وهما من البلدان المشاركة في تأسيس مجموعة أصدقاء الشعب السوري لدعم المعارضة السورية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!