ترك برس - ديلي صباح

تحتشد طواقم البحث والإنقاذ إلى جانب أقارب عمال المناجم الـ18 المحاصرين على عُمق 300 متر تحت سطح الأرض، في منجم الفحم الحجري المغمور بالمياه الجوفية في مدينة أرمينيك، المدينة الصّغيرة في محافظة قرمان جنوب تركيا. وبعد ستّة أيام من الكارثة التي لم يُعرف سببها حتّى الآن، لم يتمّ إحراز أي اتّصال مع العمال المحاصرين.

تمّ تكثيف اللإجراءات الأمنية حول الموقع يوم أمس، مِمّا أثار تكهّنات بأنّه ربّما تمّ إنقاذ العُمّال، إلا أن وزير الطاقة والموارد الطبيعية طانر يلدز الذي ينسّق الجهود في الموقع وضع حدّاً للشائعات بقوله إنّه تمّ تصعيد الإجراءات الأمنية بناءًا على طلب عائلات العُمّال. فمنذ حدوث الكارثة تقف عائلات العمّال عند مدخل المنجم تنتظر بفارغ الصّبر أخباراً سارّة عند مدخل المنجم. وقد قامت قوات الأمن يوم الأحد بإغلاق المنطقة ومنع دخول أي شخص ليست له علاقة بعمال المناجم، كما طُلِب من وسائل الإعلام الانتقال إلى منطقة أخرى بعيدة عن المكان الذي تنتظر فيه أسر عمال المناجم.

أفادت وسائل الإعلام أنّ ما يقارب 20 تابوتاً أُحضِروا إلى المستشفى في المدينة ليلة السّبت وسط إجراءات أمنية، ممّا يُغذّي الشائعات التي تقول إنّ من المحتمل أنّ العُمّال رُبّما لم ينجوا من الكارثة.

وقد صرّح الوزير يلدز بعد انتشار صورة لنقل التوابيت إلى المستشفى أنّه كان "يجري أخذ كلّ الاحتمالات الممكنة بعين الاعتبار".

وأضاف قائلاً: "للأسف، إنّ هناك احتمالاً قوياً (بأنّ العُمّال ربّما يكونون قد فارقوا الحياة). لا يُمكننا إنكار ذلك. ومن جهة أخرى، أجد أنّ من الخطأ نشر وسائل الإعلام لتلك الصورة".

كما أكّد الوزير للصحفيين أنّه ليس لديه ما يُخفيه عن وسائل الإعلام، قائلاً: "نحن نشارككم ما لدينا من المعلومات، ونقدّم لكم الحقائق"، نافياً تقارير إعلامية أفادت بأنّه تمّ إخراج ثلاثة جثث لعمّال من المنجم.

وقال يلدز إنّه تجنّب الإعلان عن الخطوات القادمة في عملية الإنقاذ، مشيراً إلى أنّ من الممكن أن لا تصدق الافتراضات حول نتائج هذه الخطوات.

وعلى الجانب التقني لجهود البحث والإنقاذ، قال يلدز إنّ الطواقم استطاعت سحب ثلاثة أرباع الماء الذي غمر المنجم والذي يقرب حجمه من 12 ألف طن، مشيراً إلى أنّه "لم يبق سوى القليل جداً في الداخل، ولكن من الصعب سحب المزيد. لكنّنا لدينا مساحة 300 متر يمكن للطواقم التّقدّم فيها لإيجاد أي عامل يمكن أن يكون عالقاً هناك". وأوضح يلدز أنّ الماء لم يعد عائقاً أمام الطواقم بعد الآن إلّا أنّ الطين المتراكم في الداخل جعل من الصعب عليهم المضي قدماً في عمق المنجم، موضحاً أنّه ينبغي النّظر في سلامة طواقم الإنقاذ كذلك وهم يحاولون إيجاد عمّال المنجم.

وختم وزير الطاقة والموارد الطبيعية بقوله إنّ التّحقيق في سبب الكارثة كان جارياً وأنّ المدّعين العامّين أجروا تحقيقاتهم في أجزاء المنجم التي تمّ سحب الماء منها.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!