ألكسندر كيربيتشيف - ايزفيستيا - ترجمة وتحرير ترك برس

أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيصل إلى موسكو بتاريخ التاسع من آذار/ مارس، حتى يقيم اجتماعا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في اليوم الموالي.

ومن المتوقع أن يناقش قادة البلدين قضايا عديدة، أهمها زيادة الاستثمار، وإزالة نظام التأشيرة ورفع العقوبات، بالإضافة إلى التعاون في مجال الطاقة، فضلا عن الملف السوري.

وقد أعلنت السفارة التركية في روسيا، أن فلاديمير بوتين أعرب عن رغبته في إجراء محادثات مع أردوغان منذ فترة، وقد تم تعيين تاريخ هذه المحادثات في العاشر من آذار/ مارس.

ومن خلال هذه الزيارة، يسعى الزعيم التركي إلى تحقيق بعض الأهداف المرجوّة على غرار تعميق العلاقات الاقتصادية الثنائية، ومناقشة القضايا الإقليمية. وتجدر الإشارة إلى أن من أهم المواضيع التي سيتم التطرق إليها خلال هذا الاجتماع هو الملف السوري.

وعموما، تعلق السلطات التركية آمالا كبيرة على هذه الزيارة المرتقبة لموسكو، وذلك وفقا لما أكده مستشار الرئيس التركي، إلنور تشيفيك الذي أوضح أن التعاون الاقتصادي سيكون محور المحادثات. كما أضاف تشيفيك أنه من المهم بالنسبة لكلا البلدين إزالة الحواجز التجارية بين الحليفين، والتوجه نحو محاولة التسريع في رفع العقوبات عن روسيا.

وفي السياق نفسه، ترغب أنقرة في التخلي عن القيود التي تم فرضها، بعد مأساة الطائرة الروسية التي وقعت خلال سنة 2015، بالإضافة إلى رفع الحظر عن المنتجات التركية في روسيا وإلغاء تأشيرات الدخول للمواطنين الأتراك.

في المقابل، أكد مدير مركز الدراسات الشرقية والعلاقات الدولية والدبلوماسية العامة، فلاديمير أفاتكوف، أن الملفّ السوري سيحتل مساحة هامة في المحادثات التي ستجمع بين فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان.

كما أوضح أفاتكوف، أن الجانبان سيعملان على مناقشة المستقبل المحتمل للقوات التركية على الأراضي السورية، خاصة "وأن القوات التركية تحاول بناء قاعدة عسكرية لها في سوريا، وكسب "موطئ قدم" وخلق منطقة عازلة داخل سوريا"، حسب تعبير الخبير الروسي.

ووفقا لوسائل إعلام روسية، فإن للقيادة التركية خطط كبيرة فيما يتعلق بشمال سوريا، إذ وعد رجب الطيب أردوغان أنه بعد السيطرة على مدينة الباب السورية بالتحالف مع المعارضة السورية سينتقل نحو الرقة ومنبج. في المقابل، على القوات التركية محاربة الجيش السوري والحلفاء الروس فضلا عن القوات الكردية السورية التي تدعمها الولايات المتحدة، وذلك حتى تتمكن من مواصلة تقدمها نحو أهدافها. كما أن هذه المسألة أثارت غضب الرئيس التركي مما سيدفعه إلى التطرق إليها خلال محادثاته مع حليفه الروسي.

بالإضافة إلى ذلك، يتوقع الخبراء أنه خلال الاجتماع سيتم مناقشة إمكانية بيع أنظمة الصواريخ الدفاعية من نوع "س-400" إلى تركيا، إلا أن التقدم في هذا الاتجاه قد يبدو محفوفا بالصعوبات.

ووفقا لهذه المعطيات، يمكن استنتاج رغبة تركيا في إنشاء نظام دفاع قوي يعكس سياسة أنقرة القيادية في المنطقة. في المقابل، تفتقر تركيا للموارد المادية التي تخول لها إنتاج أنظمة مضادة للصواريخ مما يضطرها للاعتماد على دول أخرى. وبحسب عديد الخبراء الأتراك والروس، فإن محادثات العاشر من آذار/ مارس المرتقبة ستشهد تباحثا جديا حول إمكانية التعاون في مجال الأسلحة وأنظمة الدفاع الصاروخية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس