بولنت إيرانداش -صحيفة تقويم- ترجمة وتحرير ترك برس

زعيم حزب الشعب الجمهوري "كمال كليجدار أوغلو" لا يستطيع أن يتقبّل الإرادة التي جسدها الشعب التركي في الاستفتاء الذي أجري في تاريخ 16 نيسان / أبريل، لم يتقبّل الهزيمة، ولذلك فتح حربا على المجلس الأعلى للانتخابات، وانتهى به المطاف في القضاء، ومن بعده عقد آماله بالمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.

لم يكتفِ بذلك ففي 23 نيسان / أبريل أدلى في البرلمان التركي بتصريحات أفسدت بهجة الاحتفالات بعيد الطفل والسيادة الوطنية. كمال كليجدار أوغلو الذي لم يعرف إن كان عليه التسليم للإرادة الشعبية، أم الدعوة إلى الاحتجاجات للتظاهر ضد الإرادة الشعبية، كان في مبنى البرلمان التركي الذي عقد اجتماعه بمناسبة ذكرى تأسيسه الـ 97، وبمناسبة عيد الطفل والسيادة الوطنية غاضبا جدا.

نبرة صوت كليجدار أوغلو التي علت  بين الحين والآخر كانت كفيلة لزيادة حدة التوترات، وقال في كلمته: "إنكم تغامرون باعتبار المجلس، ولا يمكننا أن نسلّم الإرادة الشعبية لأحد، لا يحق لمقام أو موقع أن يفسخ البرلمان"، كلمات كليجدار أوغلو هذه تعدّت على أهمية اليوم الذي قيلت فيه، وكما تعدّت على الإرادة التي وضعها الشعب التركي في 16 نيسان / أبريل.

علينا نحن أن ننظر نحو المستقبل، فهناك محاولات تهدف إلى هدم ما شيّدته شعوبنا المنتفضة، وهذه المحاولات تتم من خلال خلق رأي عام خادع.  فالمحافل التي تأتمر بأمر الاستخبارات الأجنبية لا تفتأ تخرج أمامنا. ومنذ عام 2007 ونحن نشاهد من يحاول في تركيا من خلال التعاون مع أجهزة استخبارات أجنبية تقييد تحركات السيد رئيس الجمهورية "رجب طيب أردوغان" وتقويضه.

بعض العقول الاستراتيجية تحوّل كلماتها إلى سلاح، وتحاول من خلال ذلك التأثير بالمجموعات المستهدفة من خلال الوصول إلى عقلهم الباطني. وعندما نتحدث عن إدارة الرأي العام أول اسم يخطر في بالنا في هذا الصدد هو "علي سايدام" الذي كتب في مقالة له في صحيفة "يني شفق" التركية نكتة عن كمال كليجدار أوغلو: "تقول الرواية: إن السيد كمال كليجدار أوغلو ذهب بزيارة إلى بريطانيا للحصول على دعم خارجي، وفي أثناء زيارته دُعي كليجدار أوغلو من قبل الملكة لشرب الشاي، وفي أثناء شربه الشاي، سأل الملكة: ما هي فلسفتك في القيادة، وعلى أساسه أجابته الملكة: "فلسفتي تكمن في أن أجعل محيطي ممتلئا بالعقلاء، وبناء على جواب الملكة عاد كليجدار أوغلو ليسأل الملكة:  كيف تعرفين العاقل من غيره ممن هم حولك؟ فجاءت إجابة الملكة: "أعرفهم من خلال توجيه أسئلة منطقية إليهم، وانتظار الإجابة الصحيحة منهم، وتابعت: افسحوا لي المجال كي أريكم الأمر على أرض الواقع".

واتصلت الملكة على الفور برئيسة الوزراء "تيريزا ماي"، وقالت لها: "رئيسة الورزاء ماي من فضلك أجيبيني عن السؤال التالي: "لدى أمك طفلة، ولدى أبيك طفلة، وهذه الطفلة  ليست أختك، فمن هي هذه الطفلة؟ فكانت إجابة "ماي": الطفلة هي أنا أيتها الملكة". وعلى أساسه قالت الملكة:  صحيح، طاب مساؤك"، ثم التفتت إلى كليجدار أوغلو وقالت له أرأيت؟ فأجابها: نعم رأيت أشكرك جدا، سأستخدم الطريقة ذاتها لا محال، وعلى الفور غادر المكان".

وعندما عاد إلى الوطن على الفور اتصل كليجدار برئيس الكتلة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري "محرم إنجيه"، وقال له:  سأسألك سؤالا وأريد منك أن تجيبني عنه، فقال له إنجيه: بالتأكيد سيدي، ما هو سؤالك؟ فقال كليجدار أوغلو: لدى أبيك طفل ولدى أمك طفل، وهذا الطفل ليس أخاك، فمن هو؟ ففكر إنجيه قليلا، وقال: سيدي هل بإمكانكم أن تعطونني بعضا من الوقت لكي أفكر؟ فوافق كليجدار أوغلو، وعلى الفور دعا محرم إنجيه أعضاء الحزب، واستشارهم في الإجابة الصحيحة، ولم يسفر الاجتماع عن نتيجة، وما كان من إنجيه إلا أن فكّر لوحده، ثم اتصل بكليجدار أوغلو وأعطاه الإجابة، وقال له: الجواب هو "....."، ولدى سماع كليجدار أوغلو الجواب أصيب بخيبة أمل، وقال لـ إنجيه :"خطأ يا إنجيه خطأ، الجواب الصحيح هو كما يلي: ذاك الطفل هي رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي".

الخلاصة: إنّ كمال كليجدار أوغلو بطريقة أو بأخرى سيتعلم كيفية الانصياع للإرادة الشعبية، ولو أنّه بدلا من أن يلتفت إلى أوروبا يلتفت إلى مناطق الأناضول سيربح هو وستربح تركيا.

عن الكاتب

بولنت إرانداتش

كاتب في صحيفة تقويم


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس