بولنت إرانداتش -صحيفة تقويم- ترجمة وتحرير ترك برس

17 نيسان / أبريل، صبيحة النصر الذي تحقق على يد شعبنا العزيز، السيد رئيس الجمهورية "رجب طيب أردوغان" يجري زيارة إلى ضريح رئيس الجمهورية الثامن "تورغوت أوزال"، وضريح شهيد الديمقراطية "عدنان مندريس"، وضريح الزعيم الوطني "نجم الدين أربكان"، لينتقل فيما بعد إلى مسجد السلطان أيوب.

وبعيد ذلك أجرى زيارة إلى ضريح السلطان "محمد الفاتح"، وزيارة إلى ضريح السلطان "ياووز سليم الأول"، حيث تضرع إلى الله عز وجل، وكان الرئيس بذلك يبعث برسالة إلى العالم بأسره، مفادها: "تركيا عازمة بكل إصرار على السير في طريقها بروح الإمبراطورية السلجوقية والعثمانية".

زيارة الرئيس أردوغان للأضرحة كانت تبعث برسائل عن المكان الذي نقف فيه في الداخل التركي، وعن موقف الحكومة، بالإضافة عن الوجهة التي نستقبلها في القرن الـ 21 ميلادي.

دليل مناهضة رجب طيب أردوغان للإمبريالية: تاريخ 3 تشرين الثاني / نوفمبر 2016....

في قاعة المؤتمرات في إسطنبول، وخلال توزيع جوائز الشاعر الكبير "نجيب فاضل" حصلت أحداث لا تُنسى، إذ كان السيد رئيس الجمهورية يشيد بكلمات مؤثرة بـ "نوري باكديل" الأديب والمفكر التركي الكبير، الذي حظي بجائزة "نجيب فاضل"، إذ قال: "أشكر السيد باكديل لأنه علمنا الرقي في الوقوف، ولأنّه علمنا الوقفة الثورية".

وبدوره قال الشاعر الكبير "باكدال" أخي ورئيس الجمهورية "رجب طيب أردوغان المحترم، أحييك وأنا على دراية بأنك أنت الشخص المناهض للإمبريالية، وللرأسمالية، والعرقية، والصهيونية والفاشية والفرعونية".

كان لهذه الكلمات عمق كبير، وبدأت ملامح التحركات الجيوسياسية المناهضة للإمبريالية تعبّر عن نفسها بوضوح منذ أن انسحب الرئيس أردوغان من مؤتمر دافوس في تاريخ 2009، حين انسحب قائلا :"وان مينيت"، "دقيقة واحدة".

الرئيس أردوغان تمكن بعيد ذلك اليوم من تجاوز الحدود العالمية، لكونه تحوّل إلى صوت تركيا الصامدة والمستقلة، كما أدّى بوقفته تلك إلى حدوث تموّجات في المنصة العالمية، ولم يتمكن بعض الناس الذين أجّروا عقولهم للغرب من فهم تلك المواقف".

لم يفهموا تلك المواقف لأنّ العقل الباطني لهم كان متحجرا بسبب كرههم الشديد لأردوغان، وأما قلوبهم كانت كمن ختم عليها، على الرغم من الحملات الاستراتيجية التي تمت، وعلى الرغم من المواقف الجيوسياسية التي ظهرت لم يفلح هؤلاء، ولم يعدّلوا من مواقفهم".

لماذا كانت بعض المجموعات الداخلية والخارجية منزعجة إلى هذا الحد من أردوغان؟

هؤلاء كانوا منزعجين في حقيقة الأمر من حملات أردوغان المناهضة للإمبريالية، وكانوا قلقين من الروح التي اكتسبت حيوية ونشاطا في 2009 عندما تم إطلاق عبارة "وان منيت"، كذلك كانوا منزعجين من إصرار وعزم أردوغان عندما عبّر بعيد انتخابات 7 حزيران 2015 عن عزمه في ملاحقة الإرهاب أينما كان، وكانوا منزعجين من الملاحم التي تسطّرها تركيا في محاربتها لتنظيم "بي كي كي" الإرهابي الذي كان بمثابة الدمية التي تأتمر بأمر الإمبريالية العالمية.

كان يجن جنون هؤلاء من وقوف تركيا على الدوام ضد كل دمية تأتمر بأمر الدول الإمبريالية. وأقوى صفعة تلقّاها هؤلاء كانت في تاريخ 15 تموز / يوليو 2016، حين خرجت تركيا منتصرة من حرب الوجود التي خاضتها.

وفيما بعد القوات المسلحة التركية من خلال عملية درع الفرات التي قادتها، هدمت مخططات الدول الإمبريالية التي تسرح وتمرح في سوريا. وتم تتويج النصر في تاريخ 16 نيسان / أبريل 2017 من خلال نتائج الاستفتاء الشعبي.

الخلاصة: "تركيا قامت في تاريخ 16 نيسان / أبريل بإحدى أكبر ثوراتها من خلال تحقيقها للحلم الذي كان يُنسج منذ عشرات السنين، والذي كان يتم العمل لأجله بكل جدّ وعزم في السنوات الـ 15 الأخيرة.

وفي تاريخ 16 نيسان / أبريل قضت تركيا على كل المحاولات التي كانت تهدف إلى تقويض تركيا إلى ما لا نهاية. إذ دمرت القيود التي كانت تُفرض على القائد العالمي "أردوغان"، وكان تاريخ 16 نيسان موعد بدء السير نحو تركيا الكبيرة. فالشمس قد أشرقت، ولنسر أيها الأصدقاء نحو الشمس.

عن الكاتب

بولنت إرانداتش

كاتب في صحيفة تقويم


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس