ترك برس

قالت مجلة الإيكونوميست البريطانية إن العلاقات الأمريكية التركية المتوترة باتت على شفا أزمة أخرى بعد قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في السادس من الشهر الحالي بتسليح ميليشيا وحدات حماية الشعب الكردي التابعة للبي كي كي الإرهابية، منوهة إلى أن زيارة الرئيس أردوغان المقررة إلى واشنطن قد تلغى على خلفية هذا التوتر.

وكتبت المجلة في افتتاحيتها أن أمريكا تنظر إلى وحدات حماية الشعب بوصفها شريكا مجربا ونفيسا في الحرب على تنظيم الدولة (داعش) في سوريا، بينما تعدهم تركيا جماعة إرهابية ليست أفضل من داعش. وفي أواخر الشهر الماضي هاجمت الطائرات التركية قواعد هذه الميليشيات، وكذلك قواعد تنظيمها الأم، حزب العمال الكردستاني، في شمال شرق سوريا ومنطقة سنجار العراقية، وقتلت 70 مقاتلا منهم.

وأضافت أن الغارات التركية أثارت موجة من الاحتجاجات في جميع أنحاء المنطقة، وأن روسيا "التي دعمت وحدات حماية الشعب ضد الإسلاميين في سوريا، وصفت الضربات بأنها انتهاك للمعايير الدولية". وأدانتها الإدارة الكردية في شمال العراق لكنها طلبت أيضا من حزب العمال الكردستاني الانسحاب من المنطقة لمنع المزيد من إراقة الدماء. واتهمت حكومة بغداد تركيا بانتهاك سيادة العراق.

وفي حين تشكو أمريكا من أن تركيا تقصف وكلاءها، تقول الحكومة التركية إن لديها الكثير من الأدلة على أن الأسلحة التي قدمها الأمريكيون إلى وحدات حماية الشعب قد استخدمها حزب العمال الكردستاني ضد القوات التركية ورجال الشرطة. وخلافا لنظرائهم في أنقرة، ما يزال المسؤولون في واشنطن يؤكدون أن المجموعتين منفصلتان.

وذهبت المجلة إلى أن خيارات تركيا في الهجوم على المعاقل الكردية محدود.، حيث إن التحرك ضدها شرق نهر الفرات سيصطدم بالقوات الأمريكية، والتوغل في شمال غرب سوريا سيضعها  تحت رحمة الطائرات الحربية الروسية. لذا فإن السيناريو الأكثر احتمالا، كما يقول آرون شتاين، وهو زميل في مجلس الأطلسي، هو جولة أخرى من الضربات الجوية حول سنجار.

واختتمت الإيكونوميست افتتاحيتها بأن الهجمات التركية محاولة لإجبار أمريكا على إعادة التفكير في دعمها لوحدات حماية الشعب، ومن المتوقع أن يوجه الرئيس أردوغان رسالة مماثلة عندما يلتقي ترامب في واشنطن، إذا لم يتم إلغاء الزيارة الآن. وسيحمل معه مخططا بديلا لهجوم الرقة. ولكن بعد القرار الأخير الذي اتخذه  ترامب، يكاد يكون من المؤكد أن المخطط التركي قد انتهى، وأن العلاقات المتوترة بالفعل بين حليفي الناتو على شفا أزمة أخرى.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!