ترك برس

رأى خبراء ومحللون روس أن تركيا لن تسمح بقيام دولة كردية في شمال سوريا وهي مستعدة حتى في حال ظهور "أدنى تهديد"، القيام بعملية عسكرية جديدة واسعة النطاق على غرار "درع الفرات"، لملاحقة ميليشيات تابعة لمنظمة "حزب العمال الكردستاني"(بي كا كا)، المصنفة في قائمة الإرهاب.

وفي تقرير نشرته صحيفة "إيزفيستيا" الروسية، أشار الخبيران الروسيان "نيقولاي سوركوف" و"أندريه أونتيكوف"، إلى تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التي أكّد فيها أن تركيا جاهزة للقيام بعملية عسكرية جديدة واسعة النطاق في شمال سوريا، وحتى لضم منبج والرقة إلى مناطق نفوذها لمنع قيام دولة كردية.

كما أعرب أردوغان عن أسفه لأن بلدانًا شريكة استراتيجية لأنقرة "تعمل بالاتفاق مع الإرهابيين" من المنظمات الكردية "حزب الاتحاد الديمقراطي" وجناحه العسكري "وحدات حماية الشعب" (تعتبرها القيادة التركية امتدادًا لـ"حزب العمال الكردستاني" وبالتالي خطرًا على أمنها القومي).

وقال الخبيران الروسيان إن هذا الكلام موجه بالدرجة الأولى إلى الولايات المتحدة، التي تدرب وتجهز التشكيلات الكردية، لاستخدامها ضد تنظيم "داعش"، وقد تأجج غضب أنقرة بعد بدء توريد مدرعات أمريكية إلى الكرد، حسبما أوردت وكالة "روسيا اليوم".

وأضاف التقرير أن تصريحات أردوغان أثارت قلق موسكو وواشنطن. فقد صرح مصدر في مجلس النواب الروسي (الدوما) للصحيفة الروسية بأن نزاعا جديدا في سوريا لن يصب في مصلحة روسيا ومحاربة الإرهاب، لذلك فإن موسكو ستعمل على منع نشوب حرب جديدة بين تركيا والكرد.

وأوضح المصدر: "نحن نتعاون بصورة مكثفة مع تركيا في سوريا، وخاصة في مفاوضات أستانا. لذلك، أنا واثق من أننا من خلال المشاورات على مختلف المستويات سنتمكن من منع أنقرة من القيام بأي عمل متهور".

وتابع الكاتبان: "موقف واشنطن مشابه لموقف موسكو. فقد أكدوا للصحيفة، في مقر القيادة المركزية والتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، أن محاربة الإرهابيين هي أهم من الخلافات الأخرى. ودعوا في ردهم على سؤال للصحيفة: القوى كافة في المنطقة إلى التركيز على محاربة داعش، الذي يشكل تهديدا رئيسا للسلام والأمن في المنطقة والعالم".

ونقلت الصحيفة الروسية، عن الأستاذ المساعد في الأكاديمية الدبلوماسية، مدير مركز الدراسات الشرقية فلاديمير أفاتكوف، أنه لا يستبعد شن عملية عسكرية تركية جديدة في شمال سوريا، لأن قدرات أنقرة العسكرية تحسنت مقارنة بالسنة الماضية.

وأضاف أفاتكوف: "لدى تركيا حاليا وحدات قتالية جيدة في جنوب البلاد وفي داخل سوريا. فقد ساعدت عملية "درع الفرات" على تحسين القدرة القتالية للقوات التركية. ويجب الأخذ بالاعتبار الجانب السياسي والدولي للمسألة".

وشدّد على أن "التعاون المكثف بين واشنطن والكرد يغضب أنقرة. لذلك يجب أخذ التهديدات، التي يطلقها أردوغان بين الحين والآخر، على محمل الجد، وخاصة على ضوء التهديدات الخاصة بإعادة النظر في العلاقات بين تركيا والناتو".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!