عزيز أوستال – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس

إلى سبعينات القرن الماضي تعود جذور العمل على إنشاء دولة يهودية صنيعة تحت مسمى "الدولة الكردية"، من خلال القضاء على الشعب الكردي المسلم في شمال العراق. وفي هذا السياق، تتواصل مساعدات الموساد إلى آل بارزاني منذ السبعينات حتى اليوم.

ومن المعروف أن عملاء الموساد زاروا جبل قنديل عدة مرات. والموساد يوفر الأسلحة للأكراد ويدربهم. وهناك حقيقة معروفة الآن، وهي أن رئيس الموساد زار الجبال التي يتخذها آل بارزاني موطنًا، ووعدهم بتقديم كافة أشكال المساعدة من أجل تأسيس الدولة الكردية.

تروي صحيفة جمهوريت التركية في عددها الصادر يوم 5 أبريل 1975 الدعم المقدم من إسرائيل لبارزاني في تلك الآونة. وتوضح الصحيفة استنادًا إلى مجلة نيوزويك أن إسرائيل قدمت للأكراد في السنوات الخمس الأخيرة (1970-1975) الكثير من الأسلحة والمعدات العسكرية.

طلب الموساد من بارزاني، إبان حرب يوم كيبور (حرب أكتوبر) عام 1973 أن يقصف آبار النفط العراقية. وأنجز بارزاني المهمة.

وفي تلك الفترة، كان بعض عناصر المغاوير الإسرائيليين يقيمون عند ملا مصطفى بارزاني، وكانوا ينزلون من الجبال من حين لآخر من أجل تنفيذ عمليات إرهابية. وليس هناك من يجهل أن علاقات إسرائيل- بارزاني أدت إلى الكثير من المجازر في الشرق الأوسط.

في كتاب له تحت عنوان "ملف بارزاني"، يروي الكاتب التركي خلوصي تورغوت عمليات الموساد من أجل تحريض أكراد المنطقة الجنوب شرقية في تركيا على الثورة ضد الدولة.

يقول تورغوت: "يعمل الموساد، الذي يساعد حركة بارزاني في العراق، على إثارة وتحريض الحركة الكردية في تركيا".

أما الجنرال الإسرائيلي رفائيل إيتان فيقول في مذكراته إن تعاون إسرائيل مع بارزاني بدء عام 1969. إيتان زار شمال العراق وروى لبارزاني بالتفصيل كيفية التحول من الهجمات الإرهابية إلى الحرب المستمرة.

وبعد الزيارة أرسل خطابًا إلى وزارة الدفاع اقترح فيها إرسال معدات حربية حديثة إلى الأكراد بشكل عاجل. وعقب الخطاب المذكور بدأت المساعدات الإسرائيلية تنهال على ملا بارزاني.

وفي أعقاب نشر مذكرات إيتان بدأت تظهر في إعلام المنطقة مقالات عن علاقات إسرائيل- بارزاني. وبحسب أسبوعية روز اليوسف المنشورة في القاهرة، في عددها الصادر بتاريخ 4 سبتمبر 1989، فإن بارزاني زار إسرائيل مرتين عامي 1968 و1973. وأقام خلال الزيارتين عند اليهودي الكردي ديفيد غاباي، الذي هاجر إلى إسرائيل أواسط الخمسينات. (علي كوزو – الدعوة الإنجيلية ص 296).

وبالنتيجة فإن إسرائيل استخدمت الحركة الكردية على مدى سنين من أجل لي ذراع بلدان المنطقة. وجميع الحركات الكردية في المنطقة محط اهتمام كبير من جانب إسرائيل، وعلى الأخص حزب العمال الكردستاني.

عن الكاتب

عزيز أوستال

كاتب في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس