نهاد علي أوزجان – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

تتواصل الحرب الداخلية في العراق وسوريا واليمن، بينما يتزايد ويستمر التوتر بين السعودية وإيران. تعاني مصر من المستجدات الإقليمية والحركات الإرهابية. وتبدو أزمة قطر تراجعت إلى الصف الثاني. 

ولا يقتصر التغير في الظروف والعلاقات على الدول فقط في الشرق الأوسط، فالأمر نفسه يندرج على الكيانات والتنظيمات أيضًا، والقائمة في هذا الخصوص طويلة للغاية.

بينما كان الإقليم الكردي في العراق يحسب حسابات الانفصال وصل عتبة الحرب، واضطر للتقوقع على نفسه. تنظيم داعش بدأ يغير طابعه بعد أن فقد آخر الأراضي التي كان يسيطر عليها.

بدوره، بدأ حزب العمال الكردستاني يواجه مشاكل جديدة، مع توسع رقعة الأراضي الخاضعة لسيطرته. فمن جهة يبحث عن السبيل لحكم الأقلية العربية فيها دون أن تكون له دولة، ومن جهة أخرى  يدرك أن عليه الاختيار ما بين روسيا والولايات المتحدة.

وفي الغرب، تتعقد الأمور على جبهة حزب الله. فمع مشاركته في الحرب بسوريا، يدرك الحزب مع مرور كل يوم أن المواجهة مع إسرائيل حتمية. وستكون هذه الحرب بمثابة "مباراة الإياب" للمواجهة عام 2006.

أضافت الحرب التي استمرت 33 يومًا بين الحزب وإسرائيل عام 2006 مصطلحًا جديدًا إلى المصطلحات العسكرية، وهو "الحرب الهجينة".

والحرب المذكورة جذبت انتباه الأوساط العسكرية في البلدان الأخرى وليس في إسرائيل وحسب. وطرحت سلسلة من التساؤلات حول خسائر الجيش الإسرائيلي ومتانته وفشله فيها.

فقدت إسرائيل في الحرب 164 من مواطنيها بينهم 121 عسكريًّا، ودُمرت 22 دبابة لها. قُتل 30 عنصرًا من وحدة الدبابات وأُصيب أكثر من 100.

وفي المقابل نفذت إسرائيل في لبنان 15 ألف غارة جوية، وقصفًا بـ 150 ألف قذيفة مدفعية، علاوة على 2500 صاروخ من البحر. رغم كل هذا القصف العنيف والمكثف لم تحصل على النتيجة المرجوة، واتضح أن حزب الله استعد جيدًا، وأن إيران أحسنت العمل.

خلال السنوات العشر الأخيرة، ناقشت إسرائيل المواضع التي ارتكبت فيها أخطاء. وأعدت استراتيجية مناسبة لطبيعة التهديد، ودرست العلاقة بين المدنيين والعسكريين، وعززت استخباراتها، وحلت مشاكلها اللوجستية، واستكلمت نواقصها في مجال التدريب والتنظيم والمعدات، وطورت تقنيات جديدة. نفذت إسرائيل خلال الحرب السورية أكثرمن 100 غارة على أهداف لحزب الله.

بدوره، لم ينفق حزب الله السنوات العشر سدىً. فقد زاد من نفوذه في السياسة اللبنانية المشروعة، وبنى قدرات جديدة له في الحرب السورية، وطور الخبرات الحربية لدى مقاتليه، وتعلم قياديوه العسكريين التخطيط العملياتي من الضباط الروس، تمامًا كما تعلم الروس الحرب الهجينة من الحزب، وطبقوها في أوكرانيا.

أصبح حزب الله يمتلك أسلحة وصواريخ أكثر تطورًا، ومعدات للحرب الإلكترونية. كما أن علاقاته مع إيران وسوريا أصبحت أكثر تشابكًا.

من الواضح أن اندلاع حرب بين حزب الله وإسرائيل هذه الأيام مسألة وقت. والسؤال هو أي حدث سيشعل فتيلها، الحرب السورية أم التوتر السعودي الإيراني؟

عن الكاتب

نهاد علي أوزجان

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس