فاتح ألطايلي – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس

وأخيرًا بدأت عملية عفرين.

لم يكن انطلاق العملية مثيرًا للدهشة.

ولم يكن أمرًا غير متوقع.

لسببين..

أولهما أن المصالح التركية تقتضي هذه العملية..

وثانيهما أن الزعماء الأقوياء يحبون إظهار قوتهم..

لكن يجب قول الحقيقة أيضًا، فعملية عفرين تتقدم حاليًّا بشكل ذكي للغاية.

تركيا تقصف من أراضيها الأهداف في عفرين بواسطة المدفعية، في حين تنفذ مقاتلاتها المنطلقة من أراضيها أيضًا غارات على أهدافها.

أما الجانب البري من العملية فينفذه الجيش السوري الحر.

بمعنى أن القوات البرية من الجيش التركي لم تدخل بشكل فعلي إلى أراضي بلد مجاور، ولا تشارك فعليًّا في الاشتباكات الدائرة.

تعمل تركيا مع حليف لها، تمامًا كما تفعل الولايات المتحدة حينما تستخدم قوى أخرى لتنفيذ مخططاتها.

هذا نموذج صحيح لتنفيذ العملية.

وهو تدبير ذكي اتخذته أنقرة في مواجهة التطورات المحتملة، التي يمكن أن تقع في وقت لاحق.

هذا هو الأسلوب الذي يجب أن تتبعه قوة إقليمية مثل تركيا.

ولو أن الجيش التركي ووحداته شارك بشكل فعلي في الجزء البري من العملية، أي لو أن تركيا شاركت بشكل مباشر، لربما كانت التطورات التالية ستحمل "مخاطر" بالنسبة إلى تركيا.

لكن بهذا الأسلوب قللت تركيا المخاطر إلى أدنى حد، وأظهرت إرادتها في إجراء ما يلزم دون أن تضع يدها في النيران المشتعلة.

لن يجد عناصر حزب العمال الكردستاني الكثير من الدعم الأمريكي في عفرين، ولن يكون لديهم قدرة كبيرة على المقاومة هناك.

بيد أن الأمور ستكون أكثر تعقيدًا في منبج، التي تقول أنقرة إنها ستكون الخطوة التالية من العملية.

فما سيفعله الجيش السوري الحر في مواجهة عناصر حزب العمال المدعومين أمريكيًّا في منبج، موضع نقاش كبير.

ومع ذلك، فإن النجاح الذي سيتحقق في عفرين وحدها، واجتثاث حزب العمال الكردستاني منها سيكون خطوة هامة جدًّا.

لكن تبقى هناك معضلة شائكة.

من سيحكم عفرين بعد طرد حزب العمال منها؟

إن لم تستلم الحكومة المركزية السورية، أي نظام الأسد عفرين فيبدو أن المشكلة لن تنتهي.

على العكس، ستبقى عفرين ساحة حرب مشتعلة باستمرار وقنبلة لم تنفجر بالقرب من حدودنا. 

عن الكاتب

فاتح ألطايلي

كاتب في صحيفة خبر ترك


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس