نهاد علي أوزجان – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

ركز وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون والدفاع جيمس ماتيس على تنظيم داعش في تصريحاتهما التي أدليا بها في محافل مختلفة. وبحسب التصريحات فإن السبب الرئيسي للوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط وعلى الأخص سوريا، هو داعش. وغاية هذا الوجود تأسيس نظام جديد يحول دون عودة التنظيم.

يشرح تيلرسون هذا المشهد المبسط على النحو التالي: "نحن قلقون ليس لأن سوريا تشكل أرضية لتهديدات ضد إسرائيل فحسب، بل إنها تمثل تهديدًا على الأردن وتركيا وجميع جيرانها. ولهذا سنبقى في سوريا حتى هزيمة داعش بشكل كامل. سنتأكد من عدم تشكل التنظيم من جديد، وسنلتزم بالحل السياسي في سوريا. نعتقد أن ذلك سيجلب الاستقرار على المدى الطويل إلى سوريا".

ماتيس أيضًا استخدم في روما ذريعة مشابهة، فقال: "لم ينتهِ داعش بعد، بل إن الخلافة لم تنتهِ تمامًا. علينا مكافحة رسائل وخطاب الكراهية الذي يستخدمونه (داعش). علينا أن نعمل لمواجهة إيدلوجيتهم وتمويلهم".

صحيح أن مشكلة داعش مستمرة في المنطقة، لكن محاولة المسؤولين الأمريكيين شرح سبب وجود بلادهم العسكري في سوريا والعراr ومحاولتهم إقامة نظام جديد، بالتركيز على داعش يطرح أزمة مصداقية كبيرة.

هناك الكثير من الأسباب التي تثير الشكوك حول الموقف الأمريكي، أولها المصداقية. فالتدخلات العسكرية الأمريكية في الماضي وعلى الأخص في الشرق الأوسط تشكل أساسًا لهذه الشكوك. على سبيل المثال احتلال العراق في 2003. وزير الخارجية الأمريكي آنذاك كولين باول حاول تأييد كذبة "تصنيع أسلحة دمار شامل في العراق" من خلال عرض صور في الأمم المتحدة. بعد ذلك جاء التدخل في العراق، ليصل الحال إلى ما هو عليه اليوم.

السبب الثاني، هو أن المصداقية تنهار بسرعة عند إضافة أمن إسرائيل إلى تبرير الوجود الأمريكي في سوريا بالتركيز على داعش. الثالث، هو أن الولايات المتحدة لا تقول إن لوجودها في سوريا علاقة بإيران. الرابع، ما يضعف المصداقية أيضًا عدم التحدث عن عودة روسيا إلى الشرق الأوسط. كما أن التعاون مع حزب الاتحاد الديمقراطي في استراتيجية مكافحة داعش يعزز الشكوك في المصداقية الأمريكية. فادعاء مكافحة داعش فكريًّا ينهار مع إقامة الولايات المتحدة تحالف مع تنظيم تعتبره وثائقها الرسمية نفسها إرهابيًّا، واستخدام التنظيم أداة في حين أنه يمثل مشكلة أمنية لأكثر من بلد، علاوة على دعم التنظيم وهو ماركسي مناهض للدين/ الإسلام، في سبيل "مكافحة الجهاديين".

وبالنتيجة، فإن الطروح التي لا تتمتع بالمصداقية لا يمكن أن تحظى بدعم دول وشعوب المنطقة. مهمة تركيا صعبة، لكن من الواضح أيضًا أن مهمة الولايات المتحدة ليست سهلة على الإطلاق.

عن الكاتب

نهاد علي أوزجان

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس