سامي كوهين – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

كانت السياسة الخارجية قضية تتطرق إليها وتناقشها الأحزاب السياسية في تركيا بشكل أقل نسبيًّا خلال في حملاتها الانتخابية في السابق.

كانت الأحزاب تفرد مساحة ضيقة جدًّا في برامجها الانتخابية لهذه المشاكل، بالمقارنة مع السياسة الداخلية والقضايا الاقتصادية. ولم يكن الزعماء والمرشحون في التجمعات الانتخابية يأتون تقريبًا على ذكر السياسة الخارجية..

السبب في ذلك أنه لم تكن هناك قضايا خارجية في الأجندة التركية تهم الناخب عن كثب، وهناك سبب آخر هو عدم وجود أشياء هامة تتحدث عنها الأحزاب في هذا المجال.

لكن يبدو أن الوضع تغير الآن. فمحيط تركيا على صفيح ساخن، وتعيش أنقرة أزمات مع أصدقائها وحلفائها. تتولى الدبلوماسية التركية أدوارًا إقليمية وحتى عالمية. وينفذ الجيش التركي عمليات خارجية، وأصبح له وجود عسكري في البلدان المجاورة..

أضحت القضايا الخارجية في تركيا تدخل في نطاق اهتمامات "رجل الشارع". والناخب الآن يريد سماع أشياء عن السياسة الخارجية..

هدف استراتيجي

من هذه الناحية، كان من الطبيعي أن تخصص الأحزاب السياسية في بياناتها الانتخابية هذه المرة مكانًا أوسع للسياسة الخارجية. تتميز المواضيع المذكورة في السياسة الخارجية في البيانات الانتخابية بالنظرية والعمومية.

بمعنى أنه لا يوجد عبارات واضحة ومحددة عما ستفعله تلك الأحزاب في القضايا الخارجية (ربما تعلن عنها في التجمعات الجماهيرية والمؤتمرات الصحفية لاحقًا)..

لكن بحسب ما هو مكتوب، فإن هناك تأكيدات ملفتة للانتباه بخصوص توجهات السياسة الخارجية سواء في بيان حزب العدالة والتنمية أو بيان حزب الشعب الجمهوري.

التأكيد البارز في بيان العدالة والتنمية هو الأهمية التي يوليها الحزب للعب السياسة الخارجية التركية أدوارًا على الصعيدين الإقليمي والدولي، إضافة إلى إبراز عبارة يرددها رئيس الجمهورية بكثرة وهي "العالم أكبر من خمسة". ويتبنى حزب العدالة والتنمية مهمة التحرك من أجل إقامة نظام عالمي جديد.

التأكيد الثاني في بيان العدالة والتنيمة هو العبارة القائلة إن التكامل مع الاتحاد الأوروبي هو "هدف استراتيجي" للسياسة الخارجية التركية. والحزب يوجه رسالة مفادها أن هذا "الموقف المبدئي" ما زال ساريًا رغم الانتقادات الشديدة المتوالية من تركيا للاتحاد الأوروبي.

لكن كيفية الوصول إلى هذا الهدف بحاجة لتوضيح في ظل الظروف السياسية الداخلية في تركيا والعلاقات المتوترة مع بعض البلدان الأعضاء في الاتحاد الأوروبي..

وعلى غرار ذلك، مطلوب توضيحات مفصلة عن السبيل إلى تطوير العلاقات مع الولايات المتحدة وحل الخلافات القائمة، وهما قضيتان تردان في البيان الانتخابي للعدالة والتنمية.

مشروع سلام

التأكيد الهام في بيان حزب الشعب الجمهوري هو سياسة خارجية مسالمة. ينتقد الحزب السياسة الحالية ويعد بصداقة ومصالحة مع الجميع. كما أنه طرح فكرة جديدة وهي تأسيس منظمة التعاون والسلام للشرق الأوسط بين تركيا وسوريا والعراق وإيران. ويقول مرشح الحزب محرم إينجة إنه سيتواصل مع الأسد.

عن الكاتب

سامي كوهين

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس