غونري جيوا أوغلو – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

يشير اتفاق سوتشي إلى ترجيح "العقل السليم المشترك"، في المخرج الأخير قبل الكارثة. حبس العالم أنفاسه وهو يتابع قمة أردوغان- بوتين، التي كان لها أصداء إيجابية في العالم.

حتى أن أمريكا، الممتعضة من التقارب التركي الروسي، رحبت تقريبًا بالاتفاق.

تبين أن عملية القوات الروسية والسورية ضد إدلب، المحاصر فيها قرابة 4 ملايين شخص، سوف تسفر عن أزمة إنسانية. وعوضًا عن ذلك جاء تطبيق مبادرة "الحل السياسي".

تعمل القوات التركية والروسية على تشكيل منطقة منزوعة السلاح بعمق 25 كم في محيط إدلب، تنتشر فيها نقاط المراقبة الأمنية. جميع الأسلحة الثقيلة والصواريخ والعناصر المسلحة ستُسحب من هذه المنطقة.

ستجري القوات التركية والروسية باستمرار دوريات في المنطقة، وبطبيعة الحال، سترصد الطائرات المسيرة المنطقة من الجو.

بحسب تصريح بوتين فإن هذه الخطة مقترحة من تركيا، وينبغي قراءتها على أنها نصر دبلوماسي لأردوغان. فهي حالت دون وقوع مأساة إنسانية من جهة، وأكسبت تركيا اعتبارًا في منطقة تحتشد فيها القوى العالمية.

لا شك أن هناك شوط طويل يجب قطعه:

- فصل المجموعات المسلحة المصنفة "تنظيمات إرهابية" عن الفصائل التي تدعمها تركيا كالجيش الحر.

- إخراج المجموعات المسلحة الراديكالية من إدلب، وإيجاد مكان تتجه إليه.

- ماذا سيكون مصير المنطقة التي يسيطر عليها الجيش الحر المدعوم تركيًّا، في شمال إدلب؟ ينبغي ألا يجد حزب الاتحاد الديمقراطي الفرصة من أجل التسلل إلى هناك.

- كل هذه الخطوات يجب تنفيذها حتى عام 2019، وإتمامها في تقويم ضيق للغاية.

إنهاء المهمة في مستقبل قريب إلى هذا الحد أمر لا يخلو من الخطورة، لكن في حال إطالة الوقت، هل ستكون المشاكل التي يمكن أن تظهر أقل خطورة؟

أشار أردوغان إلى أكبر مشكلة تنتظر الحل، وهي سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي على المساحة الممتدة من شرق الفرات حتى الحدود العراقية، وهي تعادل ربع مساحة سوريا. ماذا عن مستقبل هذه الأراضي الغنية بالمياه والطاقة؟

هل ستكون دولة اتحادية أو منطقة حكم ذاتي لحزب الاتحاد الديمقراطي جارة على حدودنا الجنوبية بطول 600 كم؟

أكد أردوغان على موقف تركيا الحازم في هذا الشأن. شرق المتوسط على طريق الحل مع روسيا، فهل من الممكن الإقدام على خطوات مشتركة مماثلة مع الولايات المتحدة؟

عن الكاتب

غونري جيوا أوغلو

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس