ترك برس

أكدت الكاتبة والصحفية التركية، عائشة كربات، أن إدارة تركيا لأزمة اختفاء الصحفي السعودي، جمال خاشجقي، تكشف عدم رغبة أنقرة في خسارة المملكة العربية السعودية كدولة شقيقة، بعدم دفع القضية إلى زوايا أكثر صعوبة، لافتة في الوقت نفسه إلى أن أنقرة لا تسعى إلى التغطية على الجريمة.

وقالت كربات في مقال نشره موقع المدن، إن أنقرة أدارت أزمة اختفاء خاشقجي حتى الآن، بشكل جيد جداً، وكانت دبلوماسية جداً، أيضاً، وكانت قادرة على إدارة اتجاه الأحداث وتوقيتها. وجعلت العالم يفهم بوضوح من هو القاتل. وعلى الرغم من الخط الرفيع للغاية الذي تسير عليه حتى الآن، لا توجد أخطاء كثيرة في هذه التصرفات التركية.

وأضافت أن أنقرة لم تسمح بنسيان عملية القتل، ولم تغطِّ الجريمة، بل على العكس تماماً، فهي عبر تسريب بعض المعلومات، ومن خلال ترتيب توقيت هذه التسريبات، كانت قادرة على إدارة العملية.

واستطرت قائلة إن تركيا امتنعت فقط عن إضافة المزيد من المشاكل، لكنها تمكنت من نقل عملية القتل هذه إلى حالة من التخريب وفصلها عن العلاقات مع المملكة العربية السعودية.

ولفتت إلى أن تركيا يمكنها أن تخلق الكثير من الضجيج، وأن تدفع الموضوع إلى زوايا أكثر صعوبة، وأن تتخذ موقفاً صارما وتسرع في النتائج، لكن مثل هذا الموقف لن يحقق أي نتيجة. وبدلاً من ذلك، فضّلت اعتماد نهج محدد يبدو كأنه سيحقق النتائج.

ووفقا لكربات، فإن هناك أسبابا للمحاولة التركية بأن تكون أخلاقية بأكبر قدر ممكن، وأن لا تتطلع إلى المساعدة في تغطية جريمة واضحة، لكنها في الوقت نفسه لا تريد أن تكون الشخص الذي يسحب الكرسي من تحت مرتكبي الجريمة بينما هم معلقون على المشنقة في نظر الرأي العام العالمي.

ورأت أن أنقرة تريد تحسين علاقاتها مع واشنطن والرياض على الرغم من محاولة كل منهما إلحاق ضرر بتركيا، وقد فعلا ذلك بالفعل. ولكن أنقرة فضلت، خاصة عندما يتعلق الأمر بالعلاقات مع الرياض، التحلي بالصبر بمنطق أن هناك دولتين مهمتين في المنطقة تتمتعان في الواقع بإمكانيات كبيرة للتعاون.

ولكن الكاتبة حذرت في ختام مقالها من أن الوقت الذي أعطته أنقرة ينفد وهي ستطلب المزيد من الإجراءات أو الاعترافات أو على الأقل التعاون الفعال أثناء التحقيق.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!