طه داغلي – موقع خبر7 – ترجمة وتحرير ترك برس

هناك الكثير من الأسئلة في أزمة خاشقجي تنتظر إجابات، من بينها: ماذا سيكون مصير ولي العهد السعودي محمد بن سلمان؟ هل سيرحل أم يبقى في منصبه؟ إذا رحل من سيحل محله؟ والسؤال الأهم من سيقرر ذلك؟

مقتل خاشقجي أصبح مؤكدًا، والقتلة معروفون. جميعهم تقريبًا من رجال ولي العهد. في هذا الحال أمام الرياض خياران.

إما أن تقنع العالم بأن الأشخاص الثمانية عشر المشتبه بهم قتلوا خاشقجي دون علمها، وأنها عاقبتهم، وإما أن تعترف بأن ولي العهد هو من وضع خطة اغتيال خاشقجي.

الشق الثاني سيحمل تطورات جديدة، فمحمد بن سلمان سيُعزل من منصبه وربما يدخل السجن. حتى لو لم يُزج به في السجن سيكون من المستحيل خروجه من المملكة.

كل هذه الاحتمالات والمزيد منها تخضع لحسابات كل على حدة. أما من يجري هذه الحسابات فليس ولي العهد أو والده الملك سلمان، وإنما من أتوا به إلى المنصب، الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات.

بجهود السفير الإماراتي لدى واشنطن يوسف العتيبي نال ولي العهد الحظوة عند الولايات المتحدة. أما مهمة العتيبي في "تلميع صورة ولي العهد" فجاءت بتكليف من ولي العهد الإمارات محمد بن زايد.

بعد استلام ترامب زمام الأمور، اصطحب بن زايد ولي العهد السعودي إلى واشنطن وعرّفه على صديقه المقرب جاريد كوشنر، صهر ترامب. وبذلك رتب له لقاء مع الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض.

بعد اللقاء في مارس 2017، زار ترامب الرياض في مايو، وفي حزيران عُزل ولي العهد محمد بن نايف، وسُمي محمد بن سلمان وليًّا للعهد.

من أداروا هذه المرحلة هم إدارة ترامب وإسرائيل والإمارات. تدرس هذه الترويكا ما ستفعله إذا كانت فاتورة أزمة خاشقجي من نصيب بن سلمان. فهي لا تريد فقدان نفوذها في الرياض.

ولهذا يصرح ترامب يوميًّا باعتقاده ببراءة بن سلمان. وكذلك التصريحات الواردة من إسرائيل. لكن إذا أُدين بن سلمان بسبب الضغوط العالمية الشديدة فستلجأ الترويكا المذكورة إلى الخطة ب.

في حال عزل بن سلمان، هناك مرشحان لخلافته. الأول شقيقه خالد بن سلمان السفير السعودي في واشنطن، عاد إلى بلاده مع اندلاع أزمة خاشقجي.

أما الثاني فهو الأمير أحمد شقيق الملك سلمان، المقيم في لندن. وهو من المعارضين لبن سلمان ولا يتحرج من توجيه الانتقادات والاتهامات له في ملف اليمن وأزمة خاشقجي.

لكن واشنطن وتل أبيب تتحفظان على إقامته في لندن، لأن تعيينه وليًّا للعهد يعني إشراك الإنكليز في الأمر وحصولهم على حصة أكبر من الكعكة التي تقدر بمئات مليارات الدولارات في الرياض.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس