تونجا بنغن – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

تواصل الولايات المتحدة دعم تنظيم وحدات حماية الشعب الإرهابي، أي "بي كي كي"، بالسلاح رغم أن ترامب أعلن أن واشنطن لن تزود التنظيم بالسلاح، وأن اتفاق منبج ينص على استعادة الأسلحة الممنوحة إليه.

بمعنى أن الولايات المتحدة مصرة على سياسة النفاق، لأن هذه القصة نسمعها منذ التسعينات. الاختلاف الوحيد عن تلك الأيام هو أنها كانت تقدم الدعم للإرهابيين خلسة، أما الآن فتدعمهم علنًا.

لهذا تعتبر الولايات المتحدة حاليًّا "بي كي كي" تنظيمًا إرهابيًّا وتحاول الفصل بينه وبين التنظيمات التابعة له. الجنرال المتقاعد حسن قنداقجي، الذي قاتل ضد "بي كي كي" في شمال العراق، يتحدث عن دعم واشنطن السري للتنظيم في التسعينات فيقول:

"في ذلك الوقت أيضًا كانت الولايات المتحدة تزود التنظيم بالسلاح، وتقدم معلومات استخبارية عن تحركات تركيا. كما أنها كانت توفر الدعم فيما يتعلق بالمتفجرات.

على سبيل المثال، كان مستودعات الجيش التركي تحتوي آنذاك على متفجرات C3 وC4. وكان من المعروف أن بي كي كي يمتلك متفجرات مشابهة بكميات معينة. لكن تبين في عامي 1994-1995 أن بي كي كي يمتلك أيضًا متفجرات A3 و A4، وهي متفجرات أكثر فعالية. كانت هذه المتفجرات متوفرة في الولايات المتحدة فقط. 

عندما سألنا المسؤولين الأمريكيين أجابوا أن بي كي كي يسرق هذه المتفجرات. لكن المتفجرات كانت متوفرة باستمرار واستخدمها التنظيم في مجالات مختلفة. بعد ذلك بدأنا نرى أسلحة مصنوعة أمريكيًّا، وعندما سألنا عنها كانت الإجابة من جديد أنها مسروقة.

في تلك الفترة كانت المروحيات الأمريكية تلقي مستلزمات إلى بي كي كي. وعندما قالت تركيا إنها ستستهدف المروحيات التي تمر من المنطقة دون أن تخبرها، توقفت قليلًا، لكنها كنت تحلق كلما أُتيحت لها الفرصة وتقدم الدعم لعناصر بي كي كي. كانت ترمي إليهم السلاح والمتفجرات والأغذية والألبسة".

وأوضح قنداقجي أن الولايات المتحدة لا تعتبر حزب الاتحاد الديمقراطي وذراعه العسكري وحدات حماية الشعب "تنظيمًا إرهابيًّا" رغم أنه لا يختلف أبدًا عن "بي كي كي. 

وتابع قائلًا: 

"أرسلت الولايات المتحدة وما تزال حوالي 30 ألف شاحنة محملة بالأسلحة والمستلزمات إلى شرق الفرات،  علاوة على تقديم الأموال، فجميع العناصر يحصلون على رواتب شهرية. 

تحاول الولايات المتحدة إطلاق تسميات مختلفة على هذه التنظيمات لكن الاسم الحقيقي هو بي كي كي. قبضنا على الكثير من الإرهابيين عام 1993 كان البعض منهم سوريون. عندما سألناهم عن سبب مجيئهم إلى تركيا أجابوا أن بي كي كي طلب منهم المساعدة. كان قائدهم فهمان حسين وهو سوري ينتمي لحزب الاتحاد الديمقراطي. لهذا لا يختلفون أبدًا عن بي كي كي. الولايات المتحدة تحاول خداعنا بأسماء مختلفة لكننا نعرف من هم. قاتلناهم ونقاتلهم منذ سنين". 

سؤال: أي أن حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب وبي كي كي هم مرتزقة للولايات المتحدة؟

"نعم. ومرتزقة الولايات المتحدة متمركزون الآن في شرق الفرات".

باختصار، التحالف مع الولايات المتحدة اليوم هو مجرد أقوال كما كان في الماضي.. لهذا من الواضح أن حيلة تغيير الأسماء لن تنطلي على تركيا، التي لن تغض الطرف عن الإرهابيين اليوم، كما فعلت بالأمس..

عن الكاتب

تونجا بنغن

كاتب لدى صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس