ترك برس

أشارت صحيفة "إكسبرت أونلاين" الروسية إلى امتلاك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في الوقت الراهن، الورقة الرابحة الأهم، على خلفية التطورات التي تشهدها سوريا إثر قرار انسحاب القوات الأمريكية واستعداد تركيا لشنّ عملية عسكرية شرق الفرات.

وقالت الصحيفة الروسية في مقال للكاتب غيفورغ ميرزايان، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اتخذ قرار الانسحاب من سوريا، على ما يبدو، في بداية فترة رئاسته، "فكونه براغماتيا، لم ير خيارات أخرى أجدى"، وفق ما أوردت وكالة (RT).

وتابع المقال: "في الواقع، أصبحت القوات الأمريكية المتمركزة في سوريا مشكلة جدية ليس فقط لدمشق، إنما ولواشنطن. كان للقوات أن تكون ضرورية لو استمرت أمريكا في القتال من أجل السيطرة على سوريا، لكن الأمريكيين، في الواقع، تخلوا عن ذلك منذ عهد (الرئيس السابق باراك) أوباما".

ومع ذلك، فمن ناحية أخرى - تضيف الصحيفة - يجب أن يكون الخروج صحيحا. فهم ترامب أنه يجب عليه المغادرة منتصرا. إلا أنه لم يعلن عن ذلك لفترة طويلة، ذلك أنه ليس سياسيا براغماتيا فحسب، إنما ورجل أعمال.

يعرف رجل الأعمال دائمًا أن المستحقات في المحافظ الاستثمارية لا ينبغي التخلص منها، إنما بيعها بشكل صحيح. أي، بادل انسحابك من سوريا مع بعض التفضيلات من أصحاب المصلحة في هذا الانسحاب.

على وجه الخصوص، مع تركيا. فالرئيس رجب طيب أردوغان، اعتاد أن يلعب على التصعيد والفوز، لكنه يفهم أيضا أن ترامب في مرحلة ما قد يعنّد، فيتعين على تركيا الدخول في المياه الخطيرة لنزاع عسكري محتمل مع الولايات المتحدة.

ولذلك، فإن أنقرة، على ما يبدو، لم تكن تعارض الاتفاق على رفع "الغطاء الأمريكي" عن الأكراد بالوسائل السلمية، حسب تعبير الصحيفة.

وأردفت: "بيد أردوغان الآن الورقة الرابحة الأهم، فهو يحمل في يديه كل خيوط "قضية خاشقجي"، أي مصير ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان المتورط في القضية".

وفي وقت سابق، قال ترامب، إن "أردوغان زودني بمعلومات وافية عن إمكانية بلاده في القضاء على بقايا داعش بسوريا، وهو شخص قادر على ذلك، إضافة إلى ذلك، فإن تركيا جارة لسوريا، وجنودنا عائدون إلى الديار".

والأحد، أعلن ترامب على حسابه بموقع "تويتر"، أنه بحث مع أردوغان مكافحة داعش والانسحاب المنسق للقوات الأمريكية من سوريا.

وكتب ترامب، في تغريدته: "أجريت اتصالًا مثمرًا مع الرئيس التركي تباحثنا خلاله بشأن مكافحة تنظيم داعش، والانسحاب المنسق بشكل عال والبطئ للقوات الأمريكية من سوريا".

وأوضح الرئيس الأمريكي أنه بحث كذلك التبادل التجاري بين البلدين بشكل موسع.

وأعلن دونالد ترامب، الأربعاء الماضي، رسميًا، بدء انسحاب قوات بلاده من سوريا، دون تحديد جدول زمني، مؤكدا أنّ القرار يأتي "بعد أن تم القضاء على تنظيم داعش في سوريا بشكل كبير".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!